وسط الحديث الإعلامي الذي يشير إلى وجود محاولات أمريكية وروسية لوقف العملية التركية البرية في الشمال السوري وما يقابلها من تصريحات تركية تؤكد على إصرار تركيا لشن هذه العملية كانت قد صرّحت “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” وقف جميع أوجه التنسيق والتعاون مع قوات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا.
وبدورها أفادت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم “قسد” آرام حنا يوم أمس تأكيده أنه تم إيقاف جميع أوجه التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة “الإرهاب” مع “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كان يجري تنفيذها بانتظام.
تزامنت تصريكات حنّا مع أخرى أدلى بها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، رد خلالها على الطلب الأمريكي المتعلق بوقف العملية التركية شمالي سوريا، حيث قال اليوم في ولاية جنق قلعة غربي تركيا: “لقد طلبوا منا إعادة تقييم العملية، وبدورنا أوضحنا حساسياتنا وطلبنا الوفاء بالوعود، وشددنا على أنه ينبغي عليهم فهمنا”.
مشيراً إلى أن عملية “المخلب- السيف” ستستمر وستستهدف “الوحدات الكردية” السورية، و”حزب العمال الكردستاني” في تركيا.
وتابع أكار “حذرنا الدول الحليفة من الاستمرار في دعم التنظيمات الإرهابية (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل أكبر مكونات قسد) وطالبنا بضرورة إبعادهم عن حدودنا”.
والجدير بالذكر أن الإعلان عن وقف الدعم بين “قسد” والقوات الأمريكية في الشرق السوري قد جاءَ بعدما أكد القائد العام لـ ”قسد” مظلوم عبدي، في لقاء تلفزيوني له الأسبوع الفائت على قناة “روسيا اليوم” أن واشنطن بإمكانها وقف العملية التركية، مؤكداً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليس لديه الكثير من أوراق الابتزاز للضغط على الولايات المتحدة مطالباً بـ ”رسالة أمريكية أقوى” بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود.
لافتاً إلى وقف الدوريات المشتركة مع “التحالف الدولي” بسبب انشغال قواته بمواجهة التصعيد التركي.
ويشير المراقبون إلى أن تصريحات واشنطن بخصوص رفض العملية التركية والجهود التي تقوم بها لوقف العملية، هي مجرد تصريحات إعلامية تتعارض مع الواقع.
مشيرينً إلى أن الإجراءات التي تتخذها واشنطن منذ أيام تؤكد أنها تستعد للعملية التركية وتعمل على حماية رعاياها وعسكريها، حيث حذرت القنصلية الأمريكية في أربيل رعاياها من الذهاب إلى مناطق شمالي سوريا والعراق.
وكذلك أفاد موقع “المونيتور” الأمريكي بأنه تم نقل جميع الموظفين الأمريكيين بما فيهم الديبلوماسيين من تلك المناطق إلى أربيل.