في الوقت الذي أصرّت فيه تركيا على شن عملية عسكرية شمال شرق سوريا ضد مواجهة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” والتي تعتبر حليفة واشنطن فإن عدد من المسؤولون الأمريكيون قد أعربوا عن تخوّفهم من شن هذه العملية.
ويذكر بأنّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “وليام بيرنز” قد حذَّر في مكالمة هاتفية نظيره التركي “هاكان فيدان” من الخطر الذي تشكله الضربات الجوية التي تنفذها أنقرة شمالي سوريا على القوات الأمريكية هناك، وطلب منه الامتناع عن شن عملية عسكرية وفقاً لما نقلته منصة “أكسيوس” الإعلامية.
وف السياق ذاته أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “جون كيربي” أن العمليات العسكرية في شمال غربي سوريا ستستهدف المدنيين والعسكريين الأمريكيين وقوات “التحالف” وتعرضهم جميعاً لمخاطر أكبر من التي يتعرضون لها.
ومن جهتها نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين -رفضوا الكشف عن أسمائهم- أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تستعد أيضاً لاستئناف العمليات البرية إلى جانب “الشركاء الأكراد” في شمالي سوريا، في خطوة تهدد بمزيد من تأجيج العلاقات مع تركيا.
بدوره نفى المبعوث الأمريكي لشؤون شمال شرقي سوريا “نيكولاس غرينغر” أن تكون واشنطن قد منحت تركيا الضوء الأخضر، لتنفيذ عملية برية في شمالي سوريا.
ووسط هذه التحذيرات والتصريحات الأمريكية التي تزعم معارضتها للعملية التركية، يؤكد مسؤولو “الوحدات الكردية” بشقيها العسكري والسياسي، أنها تنتظر موقف أكثر حزماً من الولايات المتحدة.
فقد صرّح القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي، في حديثٍ له مع صحيفة “الشرق الأوسط”: “بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خانت حلفاءها في قسد لدى عدم وقوفها في موجهة التوغل التركي في نهاية 2019″.
لافتاً إلى أن “قسد” دائماً قلقة من تعرّضها للخيانة.
ومنوّهاً:“ نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل أن تفي الإدارة الأمريكية الجديدة بوعودها والتزاماتها وأن لا تسمح لتركيا أن تجري أي عملية” .
والجدير بالذكر أن صحيفة “هآرتس” العبرية سبق أن نشرت مقالاً تحليلاً أشارت خلاله إلى موقف واشنطن من التصعيد الحاصل بين حليفتيها في سوريا وهما (تركيا وقسد).
مبينةً إلى أنّ:“بايدن يجد نفسه الآن محاصراً بين رغبته في بيع الطائرات المقاتلة لتركيا واستخدام تركيا لطائراتها ضد القوات الكردية في سوريا. وقد يسحب الكونجرس الجديد كستناء بايدن من النار من أجله ويمنع بيع الطائرات، لكن الرئيس سيحتاج إلى التعامل مع العواقب التي قد تترتب على مثل هذه الخطوة على علاقات أمريكا مع تركيا، لكن بالنسبة للأكراد، يمكن أن يصبح سؤالاً وجودياً”.