أقرّ نائب وزير التجارة الأميركي “دون غريفز” بأن الولايات المتحدة تخلّفت عن الركب بعدما تجاوزت الصين الاستثمار الأجنبي الأمريكي في إفريقيا، لكنه اعتبر أن واشنطن لا تزال “الشريك المفضل” لأفريقيا.
وقبل بدء قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا اليوم الثلاثاء قال غريفز في تصريح لـ “أسوشييتد برس” إن “القارة التي يشعر قادتها في كثير من الأحيان بأنهم لم ينالوا اهتماماً كبيراً من قبل الاقتصادات الرائدة، باتت مهمة للقوى العالمية بسبب النمو السريع في عدد سكانها، ومواردها الطبيعية الكبيرة، وكتلة تصويت كبيرة في الأمم المتحدة”.
ويذكر أنه قبل أن تبدأ القمة الأمريكية الأفريقية رسمياً كان قد أعلن البيت الأبيض دعم الرئيس جو بايدن للاتحاد الأفريقي ليصبح عضواً دائماً في مجموعة الدول العشرين.
كما أعلن بايدن تعيين جوني كارسون، وهو دبلوماسي مخضرم، ليكون الشخص المسؤول عن تنفيذ المبادرات التي خرجت من القمة.
ولكن ومن دون ذكر مباشر للصين دقَّ نائب وزير الخزانة والي أديمو ناقوس الخطر بشأن تضاؤل الاستثمار في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، لا سيما في إفريقيا.
حيث بلغت التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى /44.9/ مليار دولار العام الماضي وذلك بزيادة 22% عن عام 2019، لكنّ الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة انخفض بنسبة 5.3% إلى 30.31 مليار دولار في عام 2021.
وفي المقابل ارتفعت التجارة بين إفريقيا والصين العام الماضي إلى 254 مليار دولار في العام الماضي، وزادت بنحو 35% مع زيادة الصادرات الصينية في القارة.
وأوضح سفير الصين لدى الولايات المتحدة، “تشين جانغ” إن الصين كانت منذ فترة طويلة “صادقة في التعامل مع إفريقيا باعتبارها السوق الناشئ النابض بالحياة في المستقبل”، وأضاف: “لسنا مهتمين بآراء أي دولة أخرى حول دور الصين في إفريقيا”.
وكذلك قال مسؤولون للصحيفة أن واشنطن لا تستطيع ولن تطلب من الدول الأفريقية الابتعاد عن الصين رغم أن إنشاء قواعد عسكرية صينية في أفريقيا واستخدام أنظمة الاتصالات الصينية هناك، يمكن أن يضر بواشنطن وبالعلاقات العسكرية معهم.
ومن جهته، قال “شيدي بلايدن” نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الإفريقية: “لدينا نوع معين من العلاقات الأمنية والعسكرية والدفاعية مع الشركاء الأفارقة، ويمكن أن يتعرض ذلك للخطر إذا كان لديهم قاعدة صينية في منطقتهم”.
مضيفاً أن “استخدام شبكة اتصالات هواوي الصينية يجعل من الصعب علينا أن نكون قادرين على العمل مع الشركاء الأفارقة”.
والجدير ذكره أن مستشار الأمن القومي الأميركي “جيك سوليفان” قال في وقت سابق إنّ الولايات المتحدة سوف تتعهد، خلال القمة الأميركية الأفريقية، دعم أفريقيا بمبلغ قيمته 55 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
هذا وتنطلق اليوم الثلاثاء، على مدار 3 أيام، القمة الأميركية الأفريقية في الولايات المتحدة، بحضور قادة وممثلين عن أكثر من 40 دولة أفريقية.