أفادت الكثير من المصادر الإعلامية عن طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد قمة ثلاثية روسية سورية تُركية وذلكَ بُغيَة إعادة تصحيح العلاقات مع سوريا في مرحلة ماقبل الانتخابات في مواجهة الأحزاب التركية التي تعاكس أردوغان.
واليوم في هذه المرحلة يطلُب أردوغان المصالحة بينما يرفُض الرئيس السوري بشار الأسد هذا اللقاء حتى الآن، أو على الأقل يمكننا القول أنه مازال يمارس في مواجهته الصمت.
والسؤال الذي يطرح اليوم هل هذه الدعوة من أنقرة حقيقية وهل يريد أردوغان أن يفتح حقيقةً باب المصالحة مع الحوار بالشكل الحقيقي؟!
وهل سيعود لعلاقات أفضل مع روسيا وإيران ودول الجوار؟
أي وبشكلٍ أدق وباختصار، هل سيتخلى عن حلمه بأن يكون واجهة الأطلسي بمواجهة الشرق بالكامل؟
هذا هو السؤال الذي مازال البعض من أصحاب النظرة السياسية المحدودة يتسائلون به.
أما السؤال الأهم والذي يتبادر لكثير من المراقبين والمحللين السياسيين بأنه أَلَم يغدر أردوغان بطهران وموسكو أكثر من مرة عندما أنقذوه من الاحتلال، وعندما كان هناك العديد من المصالحات ومحاولات إعادة رسم العلاقات.
أَلَم يستغل أردوغان المواقف دائماً ليعيد الغدر بالجميع.
فهل سيعطي الرئيس بشار الأسد لأردوغان هذه الفرصة لإعادة تعويمه قبل انتخاباته، رغم أنه واثق أنه سوف يستغل هذا الأمر ويعود أقوى، وهو لن يتخلى أبداً عن حلمه بأن يكون بوابة أو حربة الأطلسي في مواجهة الشرق بالكامل وليس فقط الشرق الأوسط والمشروع الأمريكي في المنطقة.
لذلك رغم أهمية الفرصة التي يتحدثون عنها بالمصالحة إلا أن الكثير لا يستطيع أن يراها أو أن يقرأها وذلكَ وفقاً لكثير من المعطيات والوقائع والتاريخ بأنها مجرد إعادة تجريب المجرب.
إلا إذا فرضت سوريا شروطها بجديّة بالغة وفقاً للظروف والزمن المناسب والذي يصب في مصلحة سوريا في المقام الأوّل والأخير.