أفادت القنوات الإعلامية مؤخراً عن مقتل 11 جندي ومستوطن إسرائيلي خلال أسبوعين في القدس المحتلّة فقط وجاء ذلك في سلسلسة من العمليات الفدائية البطوليةالتي نفّذها شباب فلسطينيون.
في حين كان وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير ” يرسم معياراً ضخماً من التوقعات للتعامل مع العمليات والأمن الشخصي، وحالياً العمليات تتزايد والرد الإسرائيلي ضعيف ومتراخ” وذلك على حد تعبير صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.
وفي السياق ذاته اتهم المحلل العسكري في الصحيفة “رون بن يشاي” وزير الأمن بن غفير بتدهور الوضع الأمني في القدس وشعور المستوطنين بفقدان الأمن.
مشيراً إلى أن إجراءات بن غفير لن تجلب إلا مزيداً من العمليات واستمرار التصعيد بالضفة وإطلاق الصواريخ من غزة، وهذا يشير الى تآكل الردع”.
فمنذ عملية الشهيد خيري علقم والتي تبعتها عملية الدهس التي نفذها الشهيد حسين قراقع، طلب بن غفير بتنفيذ الكثير من الإجراءات مثل تطبيق بنود لجنة “كعتابي” بحق الأسرى، وهدم بيوت كبيرة ومسكونة بالإضافة إلى حصار شعفاط وأحياء القدس واعتقالات إدارية احترازية.
وفي سياق متصل أشارت القناة 12″ العبرية أنّ: “تصريحات بن غفير بشأن فرض الإغلاقات ونصب الحواجز بالقدس تساهم في تصاعد الغضب والعمليات من قبل الشبان الفلسطينيين”.
بدوره حذّر “مصدر أمني اسرائيلي” في صحيفة “معاريف” العبرية ” من التداعيات الخطيرة من تكثيف عمليات المداهمة الإسرائيلية لأحياء القدس، وذلك من شأنه زيادة الضغط على الفلسطينيين، الأمر الذي سيؤدي إلى تزايد العمليات الفلسطينية”.
وتجدر الإشارة إلى أن القدس المحتلّة قد شهدت في اليومين الماضيين عمليتين جديدتين نفّذها طفلان الأول بعمر الـ 14 عامًأ والثاني بعمر الـ 13 وهما ابنا مخيم شعفاط، وتمكّن الأخير من قتل الجندي في الشرطة الرقيب أول أصيل سواعد عند حاجز المخيم.
ويذكر بأنه قد فصلت بين العمليتن ساعات فقط فيما اقتحمت قوات الاحتلال مرات عديدة مخيم شعفاط وسط تصدّي السكان وكما أغلق الاحتلال حاجز “شعفاط” أمام الخارجين من المخيم حتى إشعار آخر.
“انتفاضة الأطفال”
اعتبرت قناة “كان” العبرية بأنّ:
“تحدٍ صعب يواجه إسرائيل و يبدو أننا سنعود لانتفاضة السكاكين مجددًا”.
أمّا مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية “حاييم غولدتش” أشار بأنّ:
“الاتجاه واضح جداً، انتفاضة الأطفال”.
وفي تحليل مسؤول أمني اسرائيلي “القناة 12” العبرية فإن “صغر سن منفذي العمليات الأخيرة ناتج عن 3 عوامل دفعتهم لذلك؛التربية في البيت، والتحريض في المؤسسات التعليمية في شرق القدس، والتحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
وفي سياق متصل صرّح الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أنّ:
“الضربات المتتالية التي يوجهها الشباب الثائر في مدينة القدس المحتلة لجيش الاحتلال ومستوطنيه، تأتي رداً على جرائم القتل اليومي بحق أبناء شعبنا وانتهاك حرمة المقدسات واقتحامات المسجد الأقصى”.
ما يشهده الاحتلال أمر غير معتاد
يدرك الاحتلال خطورة تصاعد المقاومة في منطقة تعتبر خاصرته الأضعف وبل إن انعدام الأمن فيها عن الاطاحة بدعاية سيطرته على “العاصمة” ومنطقة اكتمال مشروعه التهويدي المزعوم. في هذا الصدد افاد اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال “عاموس يادلين” إن:
“القدس هي قلب الصراع، لها القدرة في التأثير على الضفة وغزة وعرب الداخل؛ هذه هي استراتيجية قائد حركة حماس يحيى السنوار”.
مشيراً:
” إن تخفيض موجة العمليات إلى الصفر مهمة مستحيلة وما نشهده أمر غير معتاد”.
من جانب آخر اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” العبرية “تال ليف رام” أنّّ:
“المعطيات الحقيقية تؤكد بوضوح بأن الهجمات المنفردة هي نقطة ضعف إسرائيل كما أنها مهمة معقدة خاصةً أن الأسلحة النارية أصبحت اليوم منتجاً متاحاً للجميع”.
بدوره أضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال “ران كوخاف” قائلاً أن:
“العمليات الفردية تعتبر تحدياً أمنياً واستخباراتياً معقداً للغاية، لأنه من الصعب جداً الدخول في ذهن الشخص الذي سينفذ عملية لمعرفة نواياه، لا يوجد حل لهذا”.