كشفت وكالة الأناضول التركية اليوم الخميس عن اتصال أجراه وزير الخارجية التركي تشاووش اوغلو مع وزير الخارجية فيصل المقداد على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول الماضي بالعاصمة الصربية بلغراد.
حيث أوضحت أن الاتصال تناول موضوع الحرب في سورية والتي تعد تركيا جزأً منها من خلال رعايتها للمعارضة السورية المسلحة وخاصة في ريف إدلب حيث أشارت الوكالة أن تشاووش أوغلو صرح حول تفاصيل هذا الاتصال بقوله : “في هذا اللقاء أكدت أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق المصالحة بين النظام والمعارضة -على حسب تعبيره- وتركيا تدعم هذه الخطوات” .
وأردف أيضاً: “علينا تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
وحول احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، صرّح تشاووش أوغلو: “هدفنا من العمليات العسكرية داخل سوريا هو مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أراضينا وتسعى لتحقيق أجنداتها الانفصالية داخل هذا البلد”.
وأشار إلى أن أنقرة تواصل كفاحها ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية من جهة، وتعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة عبر جهودها الدبلوماسية في مسار أستانة.
وقال أيضاً: “لقد مرت 11 عاما على الحرب الداخلية في سوريا ومات وتهجّر الكثيرون، يجب أن يعود هؤلاء الذين اضطروا لترك ديارهم إلى وطنهم بمن فيهم المقيمون في تركيا، ولأجل ذلك نسعى لتحقيق سلام دائم في سوريا”.
كما تناول الوزير التركي موضوع إعادة الإعمار في سوريا قائلا: “يجب الإقدام على خطوات ملموسة في هذا الخصوص، لكن لا أحد بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية تريد تقديم مساعدات قبل تحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار وإحلال سلام دائم في سوريا”.
ورداً على سؤالٍ له عما إذا كان هناك تواصل بين تركيا والدولة السورية على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، أكد تشاووش أوغلو أن التواصل بين الجانبين يقتصر حاليا على أجهزة الاستخبارات.
موضحاً أن أجهزة الاستخبارات التركية والسورية كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجدداً بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة.
ورغم عمليات التتريك الممنهجة في ريف إدلب ومحاولة تأمين منطقة عازلة في عمق الأراضي السورية للتخلص من أعباء النازحين السوريين أكد أوغلو أن تركيا لا تطمع في اقتطاع أجزاء من سوريا، وتدعم وحدة أراضي هذا البلد أكثر من كافة الدول الأخرى، مشيرا أن أنقرة تدعم دائما أي كفاح ضد التنظيمات الانفصالية.
ويذكر أن تركيا كانت الممر الرئيسي لدخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا وشريان حياة دعم المعارضة المسلحة المالي والعسكري واللوجستي.
وقد جعلت من ريف إدلب منطقة منفصلة عن بقية الأراضي السورية من خلال سياسة تتريك مدروسة بداً من رفع العلم التركي إلى جانب علم المعارضة على كافة الدوائر التابعة للمعارضة واعتماد الليرة التركية بدلاً من العملة الوطنية وتغيير أسماء الشوارع والمدارس.
ووصولاً إلى عملية تجنيس السوريين النازحين إلى تركيا لمحو هويتهم الوطنية ومن ثم ترحيلهم إلى سوريا بعد مضايقات شديدة من قبل الحكومة التركية لهم بهدف تغيير ديمغرافي في البيئة والهوية السورية.
وقد يأتي الكشف عن هذا الاتصال في مقدمة لتطبيق بنود الاتفاق الذي جرى بين روسيا وتركيا وإيران عقب قمة طهران، وما تم استكماله مؤخراً في مؤتمر سوتشي بين بوتين واردوغان وربما نشهد في المستقبل القريب محاولات تركية لتصفية المعارضة المسلحة السورية من أجل تسوية سياسية مع الدولة السورية وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دمشق إذ باتت إدلب تشكل عبأً اقتصادياً كبيراً على تركيا وعليها التخلص منه.