أوضح الدبلوماسي الروسي، “سيرغي أوردجونيكيدزه” الذي شغل سابقاً منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك نائب وزير الخارجية الروسي، أن خطاب تشرشل الذي ألقاه في مدينة فولتون الأمريكية في يوم 5 مارس عام 1946، والذي استخدم فيه عبارته المشهورة “الستار الحديدي”، بات بمثابة قاعدة أيديولوجية يعتمدها الغرب في سياسته العدوانية.
قائلاً: “إن خطاب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عام 1946 أصبح “حافزاً” للنهج الغربي والسياسة العدوانية ضد الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا”.
مضيفاً إنّ “النّهج الأيديولوجي والعسكري والسياسي الذي تم وضعه في خطابه تم تطويره بشكل أكبر، مما أدى إلى زيادة التوتر في أوروبا. وأصبح خطابه قاعدة أيديولوجية لتطوير جميع أنواع الأعمال ذات الطبيعة العدوانية ضد بلدنا”.
موضحاً أنّ الاتحاد السوفيتي خرج من الحرب العالمية الثانية كدولة قوية بدأت تكتسب ملامح قوة عظمى، وكان لها حلفاء في أوروبا الشرقية، إلا أن ذلك لم يكن مناسبا للغرب بأي شكل من الأشكال، لذلك بدأت الحرب الباردة على الفور، وانتقلت الولايات المتحدة وبريطانيا أولاً إلى العلاقات العدائية مع الاتحاد السوفيتي، ثم إلى العلاقات التي باتت ذات طبيعة صدامية عسكرية.
وأضاف: أن “تأسيس كتلة الناتو كان دليلا على أن هذه المواجهة كانت بالضبط هي التي قصدت في خطابه (تشرشل). وقد نجح تشرشل في الضغط على الزناد، واستمر تطور الوضع بعد هذا الخطاب من إنشاء كتلة الناتو، إلى بناء الهيكل العسكري”، وتأكد التوجه الغربي المناهض للاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا.
ويُشار إلى أن تشرشل ألقى يوم 5 مارس 1946 الخطاب الشهير الذي كان إيذانا ببداية الحرب الباردة، وأعلن فيه تشرشل أن “ستاراً حديدياً” قد أُسدل على أوروبا وأن الولايات المتحدة يجب أن تدافع عن مصالح العالم الناطق بالإنجليزية بأسره.