في دراسة لباحثين برازيليين وجدت أنّ معدلات الاكتئاب أعلى بنحو 80% لدى الأشخاص الذين يتناولون أكثر الأطعمة معالجة بإفراط.
ومن هذه الأطعمة “الشوكولاتة ورقائق البطاطس والبسكويت والآيس كريم والكيك والوجبات الجاهزة”.
وقد انتقد كبار خبراء التغذية النتائج اليوم، قائلين إنّه من المستحيل فهم حقيقة ما إذا كانت العلاقة أحادية الاتجاه أم لا.
ومن جامعة أستون في برمنغهام؛ قال “دوان ميلور”: “العديد من الأطعمة التي تشير هذه الدراسة إلى أنّها مرتبطة بالاكتئاب لا تعتبر مكونات منتظمة لنظام غذائي صحي. يمكن أن تكون العوامل المرتبطة بالاكتئاب قد تؤدي أيضا إلى عدم تناول الفرد لنمط غذائي مثالي. لذلك، لا يمكن القول إن الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بالاكتئاب”.
الدراسة التي نُشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية، استجوبت 2572 طالباً جامعياً وخريجاً من البرازيل حول عاداتهم الغذائية وأسلوب حياتهم.
كما طُلبَ من المتطوعين الإبلاغ بأنفسهم عن عدد المرات التي تناولوا فيها 144 نوعاً مختلفاً من الأطعمة، ومدى حجم حصصهم.
وبالإضافة إلى الوجبات الخفيفة والبرغر ورقائق البطاطس فائقة المعالجة، تضمنت الفاكهة والخضروات.
وفي السياق تجدر الإشارة إلى أنه عادة ما تحتوي الأطعمة التي تم معالجتها بشكل كبير على خمسة مكونات أو أكثر ومواد كيميائية إضافية مثل المستحلبات ومحاكيات النكهة، ما يزيد من مدة صلاحية الأطعمة ومذاقها، ولكنها ليست بالضرورة جيدة بالنسبة لك.
وقد طُرحت أسئلة على المشاركين حول نمط الحياة والصحة بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم، وما إذا كانوا يدخنون أو يشربون الكحول، وكم عدد ساعات مشاهدة التلفزيون، وما إذا كانوا مصابين بالسكري وما إذا تم تشخيصهم بالاكتئاب السريري.
وتابع الباحثون الأسئلة نفسها كل عامين بين 2016 و2020.
ولاحظ الباحثون عندما بدأت الدراسة في عام 2016، أن انتشار الاكتئاب في البرازيل كان مرتفعاً نسبياً بنسبة 12.8%، مقارنة بسكان العالم بنحو 5%، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وخلال فترة الدراسة، تم تحديد 246 حالة اكتئاب.
تقسمت النتائج من قبل الباحثين إلى أربع مجموعات، لمعرفة ما إذا كان هناك أي اختلاف بين الأنظمة الغذائية.
وكان المتطوعون الذين يتبعون أسوأ النظم الغذائية – الذين يتناولون أطعمة فائقة المعالجة يُعتقد أنها تشكل ما لا يقل عن 31% من مدخولهم اليومي – أكثر عرضة للتشخيص بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 82% خلال فترة الدراسة.
وقورِنَ هذا مع الأشخاص الذين تناولوا أقل من ذلك، أو أقل من 16% من مدخولهم اليومي.
لكن المجموعة كانت أيضاً أكثر عرضة لزيادة الوزن، وتعيش بمفردها، وتشاهد المزيد من التلفاز وتستهلك كميات أقل من الفيتامينات في نظامها الغذائي.
يُذكر أنّ الدراسة اعتمدت أيضاً على البيانات المبلغ عنها ذاتياً – مما يعني أن بعض المعلومات قد تكون غير دقيقة.
وقال الدكتور “ديفيد كريباز كي”، من مؤسسة الصحة العقلية: “العلاقة بين نظامنا الغذائي وصحتنا العقلية معقدة، يمكن أن يؤثر ما نأكله على مزاجنا بعدة طرق: مباشرة من خلال كيمياء الدماغ، وكيف تؤثر على نومنا، وصحتنا الجسدية، وكيف تجعلنا نشعر تجاه أنفسنا. وتحتاج عقولنا وأجسادنا إلى نظام غذائي صحي ومتوازن وهذا شيء لا نحصل عليه من الأطعمة الفائقة المعالجة وحدها. الوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تعطينا دفعة مؤقتة – لكن هذا قصير الأمد، ويمكن أن يعطل النوم، وله تأثير غير مباشر على صحتنا العقلية”.