يرى كثير من المتابعين والمحللين السياسيين بأن الوضع الداخلي للكيان المحتل ذاهبٌ إلى مزيد من التصعيد وذلك نتيجة الصراعات والخلافات بين الأحزاب وتفرّد وزراء التطرف الديني بالقرار، خصوصاً لجهة مشروع الاستيطان في شمال الضفة وغزة بعد تصريح وزيرة الاستيطان بهذا الشأن.
مؤكدين بأن المشهد داخل الكيان المحتل معقد ومتشابك وهناك مجموعة كبيرة من المسارات المتداخلة بنفس الوقت من جانب نتنياهو ووزراء التطرف والمعارضة الإسرائيلية التي تملك نفوذاً كبيراً داخل الكيان.
وأوضحوا أنّ الجانب الفلسطيني قد دخل بقوة على الأحداث خاصةً مع بداية شهر رمضان مما عقّد الأمور بشكل كبير على كيان الاحتلال.
وفي السياق ذاته أشاروا إلى أن هناك نقطة أساسية مفصلية وهي لجوء المعارضة إلى تعطيل مؤسسات الكيان التنفيذية ومؤسسة الجيش الإسرائيلي الذي سيجر إلى انقسام داخل هذه المؤسسة، وعدم وجود آلية لحل النزاعات بين اليهود.
من جانب آخر افاد خبراء استراتيجيون أن الإرهاب والتطرف صفة ملازمة لكل المسؤولين الصهاينة منذ بداية تأسيس كيان الاحتلال الاسرائيلي.
معتبرين أن التطرف ظهر بشكل صارخ داخل الكيان المحتل نتيجة عدم قدرة الكيان على شن الحروب وعلى عدم تحقيق انتصارات كبرى وفرض إرادته إلى المحيط بشكل عام.
بالاضافة إلى أن الوضع الداخلي مرتبط بفشل عمليات التطبيع مع بعض الدول العربية، مما أدى إلى بروز ردود فعل متناقضة داخل المجتمع الصهيوني مردّه التطرف وقد تؤدي إلى حالة الانهيار أو حدوث صراع داخل المجتمع الصهيوني.
وفي سياق متصل نوّه باحثون بالشأن الإسرائيلي بأن هناك مقولة يعرفها كل إسرائيلي ومن يتابع الشأن السياسي الإسرائيلي وهي “لا تصدق ما يقوله نتنياهو بل انظر إلى أفعاله”.
حيث تم نشر تسجيلات لنتنياهو ماذا قال في الآونة الأخيرة وما أفاد به قبل سنوات. مؤكدين أن نتنياهو يعمل بموجب نظرية سياسة إدارة المخاطر، فعندما تلوح له الفرصة أن يتقدم فإنه لا يتردد أبداً، وحينما يرى أن هناك مخاطر يتراجع بسرعة ويتخذ موقفا عكسياً تماماً.
كما أن نتنياهو نفسه هو الذي قدم اقتراح مشروع إلغاء قانون الانفصال عن مستوطنات شمال الضفة وغزة، وهو نفسه يستطيع أن يعيده كي يفسح المجال للمستوطنين للعودة إليها.
وهذا الأمر يفيد بأن تصريح نتنياهو مضلل وبقصد مسبق ويريد أن يضلل الأمريكان لا أن يطمئنهم.
ومن جانب آخر فإن الصّهاينة يعلمون جيداً أن المستوطنين غير قادرين على العودة إلى مستوطنات قطاع غزة وذلك لوجود مقاومة فلسطينية باسلة تقف لهم بالمرصاد.