خرجت حشود من الإسرائيليين إلى الشوارع اليوم احتجاجاً على خطة الحكومة لتعديل النظام القضائي وقطعوا الطرق في جميع أنحاء البلاد في تصعيد لحملة استمرت شهوراً وذلك تنديداً بهذه الخطوة.
حيث سار آلاف الأشخاص يحملون أعلام ولافتات في أحد شوارع تل أبيب وأوقفوا حركة المرور في منتصف يوم العمل.
كما أشعلت مجموعة صغيرة النار في إطارات السيارات في الشارع أمام ميناء بحري مما أدى إلى عرقلة حركة الشاحنات لفترة وجيزة.
وفي السياق ذاته أجبرت الشرطة المتظاهرين على مغادرة أحد الطرق أمام مركز للمؤتمرات في وسط إسرائيل.
وتصاعدت الاحتجاجات منذ بداية العام عندما اقترحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة تشريعا جديدا من شأنه أن يحد من سلطة المحكمة العليا.
من جانب آخر أثارت الخطة القلق في الداخل والخارج على وضع الديمقراطية في إسرائيل.
كما انضم جنود الاحتياط بالجيش إلى الاحتجاجات. وحذر مسؤولون كبار في وزارة المالية هذا الأسبوع من مردود شديد على الاقتصاد.
وفي القدس تجمعت الحشود بمحاذاة أسوار البلدة القديمة حيث علقوا نسخة ضخمة من إعلان استقلال البلاد.
وأفاد أفيدان فريدمان “ما نقوم به هنا هو أننا نخوض معركة من أجل حياتنا. وإننا نخوضها من أجل حياتنا كشعب يهودي نعيش معا في الدولة التي نبنيها منذ 75 عاما”.
موضحاً:
“نخوض المعركة لأننا نشعر بأن ما يحدث الآن يمزقنا، ونطالب الحكومة بالتوقف”.
غير أن نتنياهو يدفع قدماً باتجاه إقرار التشريع، الذي يتضمن مشاريع قوانين تمنح الحكومة سلطة حاسمة في انتخاب القضاة والحد من سلطة المحكمة في إلغاء قوانين.
وتم التصديق اليوم الخميس على قانون يضع قيوداً على الحالات التي يمكن فيها إقالة رئيس الوزراء.
وينوّه نتنياهو الذي يُحاكم بتهم فساد ينفي ارتكابها، إن إصلاح النظام القضائي ضروري لإعادة التوازن بين دوائر الحكم. ويقول منتقدون إن ذلك سيُضعف الديمقراطية في إسرائيل وسيمنح الحكومة صلاحيات غير خاضعة للرقابة.
وفي سياق متصل اعتقلت الشرطة الإسرائيلية اليوم عشرات المتظاهرين في الاحتجاجات على قوانين تدفع بها الحكومة للحد من صلاحيات المحكمة العليا.
وأشارت الشرطة الإسرائيلية في بيانها بأنها اعتقلت 26 متظاهراً بمدينة تل أبيب بشبهة خرق النظام.
وأضافت في بيان آخر أنها:
“اعتقلت عشرة متظاهرين في المنطقة الوسطى بتهمة السلوك غير المنضبط”.
فيما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأن الشرطة اعتقلت 60 متظاهر منذ ساعات الصباح.
حيث تجري الاحتجاجات في عشرات المواقع من جنوب إلى شمال ووسط إسرائيل.
وينظم المعارضون لقرارات الحكومة احتجاجات يومي الخميس والسبت منذ أكثر من 11 أسبوعاً ويشمل ذلك تنظيم مسيرات وإغلاق شوارع.
من جانبه لوح متظاهر إسرائيلي بعلم على مقربة من وجه وزير الزراعة من حزب “الليكود” آفي ديختر لدى خروجه من أحد المباني وسط إسرائيل.
وكان المتظاهرون يلوحون بعلم إسرائيل أثناء خروج ديختر من المبنى.
ولم يصب ديختر في الواقعة ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في تغريدة على تويتر:
“أدين بشدة الهجوم على الوزير ديختر من قبل ناشط يساري، وأطالب قادة المعارضة بوقف الفوضى والعنف والتحريض على المسؤولين المنتخبين على الفور”.
وأردف قائلاً:
“أطالب بأن تتخذ الشرطة ومكتب المدعي العام إجراءات فورية وحازمة ضد أي شخص يمد يده على المسؤولين المنتخبين قبل فوات الأوان”.
فيما أعلن متظاهرون عزمهم إغلاق طريق مطار “بن غوريون” الدولي قرب تل أبيب، لعرقلة سفر رئيس الوزراء نتنياهو إلى بريطانيا.
وتشهد إسرائيل منذ ما يزيد على 11 أسبوعزاحتجاجات واسعة ضد قرار الحكومة تمرير سلسلة من القوانين من شأنها الحد من سلطة المحكمة العليا وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد.
وتقول الحكومة إن القوانين تهدف إلى “الإصلاح القضائي” ولكن المعارضة تقول إنها “انقلاب” على القضاء وتحول إسرائيل إلى ديكتاتورية.