شهد السودان نُذر حرب أهلية على إثر لجوء الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إلى التحشيد والتحشيد المضاد عسكرياً، فيما تحركت مساع داخلية من القوى المدنية وفصائل الحراك وأخرى إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة.
وقد سُجل انتشار للقوات في العاصمة الخرطوم وكذا في مدينة مروي الواقعة شمال البلاد.
فيما تسارعت وتيرة الأحداث منذ مساء الأربعاء الماضي عقب إرسال «الدعم السريع» قوات وآليات عسكرية كبيرة إلى مروي، لكن الجيش اعترضها ومنع تقدمها من محيط مطار المدينة الدولي.
بدورها أفادت مصادر سياسية بأن عدداً من السفراء الغربيين والعرب وممثلي «الآلية الرباعية» (السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا) شرعوا في التحرك للوساطة بين الطرفين بالتنسيق مع «الآلية الثلاثية» (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية «إيقاد»).
وكذلك دخل رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك على خط الوساطة بين البرهان وحميدتي.
ويذكر بأنه قد أصدر الجيش السوداني اليوم السبت بياناً عاجلاً على إثر الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الخرطوم بين قواته وقوات الدعم السريع.
من جانبه أفاد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبد الله: “في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة، حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة”.
وأضاف قائلاً : “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان والاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
فيما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، هذا و تشهد البلاد خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة.
من جانب آخر أكد شهود بأنّ “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمعت بالقرب من قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، كما سمع إطلاق نار بالقرب من المطار وفي شمال العاصمة.
على إثر ذلك، توقفت حركة الطيران وسط انتشار عسكري داخل مطار الخرطوم، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة، فيما قامت قوات الدعم السريع بإغلاق محيط الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان.
وجاء ذلك بعد اتهام الجيش السوداني قوات “الدعم السريع” بحشد عناصرها وتحريكها في الخرطوم ومدن أخرى دون التنسيق معه. واعتبر هذه التحركات تجاوزاً واضحاً للقانون.
والجدير بالذكر أن الوساطات في السودان تهدف لحلحلة الملف ومنع إنجراره إلى نزاع مسلح بين الجانبين.