أفاد موقع “سويس إنفو” السويسري أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي يعدُّون مشروع قانون جديد يهدف إلى فرض عقوبات على الدول التي تطبع علاقاتها مع سوريا.
بالإضافة إلى معاقبة كل من يساعدها في أي صفقة غاز أو كهرباء أو أي مصدر من مصادر الطاقة الأخرى لم تصدر إجازة من وزارة الخزانة الأمريكية للسماح بها.
هذا ولا يحتاج المرء لخبرة واسعة في عالم السياسة ليعرف أن تمسك واشنطن بالوضع الموجود حالياً في سوريا ورفض تطبيع العرب معها يعود إلى تمسكها بمخططها القديم والذي كان السبب الأول والأخير وراء ما شهدته سوريا من كوارث وحروب خلال العقد الماضي.
وهو مخطط لتقسيم سوريا وشرذمة شعبها واقتطاع المناطق الغنية بالنفط والغاز والأراضي الزراعية والخصبة منها.
وقد وصف هذا “القانون” على أنه قانون معدّل عن قانون “قيصر” الأمريكي الذي يعكس صفاقة وصلافة وعنجهية أمريكا التي تفرض قوانينها، على الدول والشعوب وكأنها وصية على العالم وليس هناك من أمم متحدة أو منظمات دولية، تتحمل المسؤولية إزاء مثل هذه القضايا.
وعلى الرغم من صفاقة وعنجهية هذا القانون والذين يقفون وراءه، إلا أنه يعكس في الوقت نفسه حالة الإحباط واليأس التي وصلت إليها الولايات المتحدة والتي فقدت حتى القدرة على التأثير على من تعتبرهم حلفاءها من العرب، والذين يقودون اليوم حركة التطبيع مع سوريا كما هو الحال مع السعودية التي وجه ملكها دعوة رسمية إلى الرئيس بشار الاسد للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في مدينة جدة، الأسبوع المقبل بعد قرار عودة الجامعة العربية إليها.
حيث باتت أمريكا المحبطة تهدد حتى دول الخليج الفارسي بفرض عقوبات عليها في حال التطبيع مع سوريا، فهل سنشهد يوماً عقوبات أمريكية تفرَض على السعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت و..؟
عندها فقط سيرتَد الهوس الأمريكي المرضي بسياسة فرض العقوبات عليها وستجد نفسها عاجلاً وليس آجلاً معزولة عن العالم.
علماً أنّ الطريق المسدود الذي وصلت إليه واشنطن اليوم، هو بسبب عقليتها المتكلسة التي تعيش مرحلة العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، وبسبب سياستها القائمة على القوة المجردة والتهديد والوعيد، في التعامل مع منافسيها والرافضين لهيمنتها.
والقائمة أيضاً على عدم إحترام حلفائها والتعامل معهم بفوقية واستعلاء، وتبنيها للكيان الصهيوني الإرهابي والعنصري، ودعمها وتأييدها لحروبه وجرائمه ضد الفلسطينيين والعرب في تجاهل أحمق لمصالح العرب حتى في حدودها الدنيا.