قام بالترويج لهذا الشعار زعماء الحركة الصهيونية مثل “إسرائيل زانجويل” و”ثيودور هيرتزل” وقد نتج عن هذه الفكرة إحدى أعظم الكوارث الإنسانية التي حدثت في القرن العشرين ألا وهو ترحيل الفلسطينيين.
ويقصد بهذا الشعار الصهاينة بأنّ هناك (أرض بلا شعب) وهي أرض فلسطين ويجب أن تعطى إلى (شعب بلا أرض) وهم اليهود.
والجدير بالذكر أنّ هذا الإدعاء له شقان:
الأول:
هو أرض بلا شعب، وهو الجزء الكاذب من الإدعاء أو الشعار.
والثاني:
هو شعب بلا أرض، وهذا الجزء من الشعار أو الإدعاء غير صادق أيضاً لأن اليهود لم يكونوا في يوم شعباً بل هم أشخاص اتبعوا الدين اليهودي ولا يجمعهم إلا الدين فقط.
بينما الشعب لابدّ من توافر صفات عامة له كوحدة اللغة والمصير والإقامة على أرض تحت سلطة واحدة وهذا الأمر غير متوفر عند اتباع الديانة اليهودية، لذلك يبقى هذا الشعار كاذباً في شقيه وغير صحيح البتة.
ومما يجدر قوله أيضاً بأنّ اليهود هم من أصل أوروبي ويعيشون في أوروبا ولكن على خلاف ما جرى في اتفاقية “سايكس بيكو” و “سان ريمو” حيث كانت نتيجة هذه الاتفاقيات بأن تقوم الدولة المنتدبة على فلسطين “بريطانيا” بتنفيذ وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني عام 1917م.
وذلك بإعطاء (أرض بلا شعب إلى شعب بلا أرض) وهذا إدعاء كاذب قاله وزير الخارجية البريطاني وقال أيضاً بأنه ينظر بعين الشفقة على اليهود وسوف يساعدهم بتمليكهم أرض فلسطين إليهم لإنشاء وطن قوميّ يهوديّ في فلسطين.
ولكن هيهات مما قال أوقيل أو مما قد خططت له يد الإستكبار في العالم فإنه وعلى الرغم من كُل السياسات والاتفاقيات التي راهنت وتوافقت فيما بينها لتهجير وترحيل أصحاب الحقّ والأرض فإنّ الشعب الفلسطيني و بعد خمسة وسبعين عاماً على احتلال أرضه فإنه متمسك بحقه المشروع في العودة إلى كامل ترابه وإجلاء الغاصبِ عنها ولايقبل في سبيل غايته أيّ مساومة أو يقدم أيّ تنازلات.
وخير دليل على ذلك أنّ كل المراهنات الإسرائيلية على تطويع المقاومة في قطاع غزة قد فشلت واندحرت وكان آخر ما عهده الاحتلال من بأس الشباب المقاوم الفلسطيني معركة ثأر الأحرار التي فضحت اهتراء الكيان الصهيوني وتلاشي قوة الردع لديه.
وأثبت الشعب الفلسطيني للعالم أجمع أنّ صاحب الأرض هو الأقوى والأبقى وأن أرض فلسطين كانت وستبقى أرضٌ لشعبٍ أبيٍّ لم تثنيه مخططات الأعداء وتكالبهم أن يفرط في شبرٍ واحدٍ من أرضه.
وبأنّ كل الشعارات الزائفة التي روّج لها هذا الكيان الزائف ليست إلا عواء من كلبٍ نابح.
عمّا قريب سترديه رصاصةٌ أخيرة قتيلاً طريحاَ.