يعتبر البيض أحد المكونات الغذائية الأساسية التي تحظى بشهرة واسعة في الأنظمة الغذائية الصحية.
كما أنه مصدر غنيّ بالبروتينات والعديد من العناصر الغذائية الأخرى التي تعزز الصحة العامة للإنسان.
ومنذ القدم كان قد اعتبر البيض رمزًا للقوة والصحة، وهو يتمتع بمكانة فريدة في الثقافات والمطابخ العالمية.
هذا وتتميز البيضة بقيمتها الغذائية العالية وقلة السعرات الحرارية، فهي تحتوي على 7 غرامات من البروتين وحوالي 70 سعرة حرارية فقط.
كما أنها تحتوي أيضًا على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء البروتينات وصيانة الأنسجة.
وتعتبر البروتينات الموجودة في البيض من البروتينات العالية الجودة حيث تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يصعب الحصول عليها من مصادر غذائية أخرى.
ويعد البروتين أساسيًا لنمو العضلات وتجديدها، ويساعد أيضًا في الشعور بالشبع والتحكم في الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي البيض على العديد من المغذيات الأخرى المهمة، مثل الفيتامينات (مثل فيتامين A وفيتامين D وفيتامين B12) والمعادن (مثل الحديد والسيلينيوم والزنك).
أما صفار البيض فيحتوي على مضادات الأكسدة التي تساهم في الحفاظ على صحة العيون والحماية من التلف الخلوي.
علاوة على ذلك القيمة الغذائية العالية الموجودة فيه ، و يُعتبر البيض سهل الإستخدام في الطهي ومتعدد الاستخدامات.
حيث يمكننا تناوله كوجبة رئيسية، أو إضافته إلى السلطات والشوربات، أو تحضيره على مختلف الأنماط (مسلوق، مقلي، مخفوق).
وبالطبع يجب أن يتم استهلاك البيض بشكل معتدل ومتوازن كجزء من نظام غذائي صحي، خاصة لأولئك الذين يعانون من تضخم الكولسترول أو لديهم حساسية تجاه البيض.
ويجب أيضاً مراعاة الطرق السليمة لطهي البيض لضمان سلامته الغذائية.
وفي هذا المقال، سنستكشف سويّةً بعض فوائد البيض الصحية المدهشة وأهميته كمكون غذائي في الحفاظ على صحة الجسم والعقل:
أولاً: حرق الدهون:
أظهرت دراسة أن تناول البيض بانتظام يساهم في حرق الدهون وفقدان الوزن.
وفي إحدى الدراسات كان قد لوحظ انخفاض وزن الجسم بنسبة 65% في المجموعة التي تناولت البيض باستمرار مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ولوحظ أيضاً انخفاض حجم الدهون بنسبة 16% في الجماعة التي تناولت البيض بانتظام.
بالإضافة إلى ذلك تم لاحظ تراجع أكبر في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر بنسبة 61% و34% على التوالي في المجموعة التي تناولت البيض بانتظام مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ثانياً: تحسين صحة العيون:
يعد البيض مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية المفيدة لصحة العيون، مثل اللوتين والزياكسانثين. هذه المواد القيمة تعمل على حماية العينين من التلف الناتج عن العوامل البيئية والأشعة فوق البنفسجية. وبالتالي، تناول بيضة واحدة يوميًا يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر تطور إعتام عدسة العين ويحمي من ضمور الشبكية وتدهور الرؤية.
ثالثاً: دعم الجسم بفيتامين د:
يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بفيتامين د، الذي يلعب دورًا هامًا في صحة الجسم. فإليك بعض الفوائد التي يقدمها فيتامين د:
1_ تعزيز صحة العظام والأسنان والدماغ عن طريق تعزيز امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم.
2_ المساهمة في تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون.
3_ تحسين الأداء الوظيفي السليم للجهاز المناعي، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا.
4_ تزويد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية، مثل أوميغا-3، التي تلعب دورًا في صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.
رابعاً: بناء العضلات:
يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بالبروتين، وهو عنصر أساسي لبناء وتجديد العضلات في الجسم. عند ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية، تتعرض أنسجة العضلات للتمزق والتلف الطفيف، ويحتاج الجسم إلى تزويدها بالبروتين للتعافي والنمو.
وبالتالي، تناول البيض يساعد في تلبية احتياجات الجسم من البروتين، وبالتالي يساهم في بناء العضلات وتعزيز التعافي بعد التمرين الرياضي.
كما يحتوي البيض على مركب يسمى الكولين، وهو عنصر غذائي يلعب دورًا هامًا في صحة المخ ووظائفه. وإنّ تناول كمية كافية من الكولين يساهم في تحسين الذاكرة وقدرات التعلم.
بالإضافة إلى ذلك، الكولين وفيتامين B12 الموجودان في البيض يشاركان في عملية كيميائية تمنع تراكم مادة الهوموسيستين في الجسم. وترتبط مستويات مرتفعة من الهوموسيستين بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
لذا، تناول البيض يمكن أن يساهم في تعزيز صحة المخ وتحسين وظائفه بفضل وجود الكولين وفيتامين B12 فيه.
خامساً: تحسين المزاج:
ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامينات مجموعة بي بالاكتئاب وتغيرات المزاج. يُعد البيض مصدرًا جيدًا لفيتامين B12 وفيتامينات أخرى في مجموعة بي.
فيتامين B12 يلعب دورًا هامًا في صحة الجهاز العصبي ووظائف الدماغ، ويمكن أن يساهم في تحسين المزاج والحفاظ على الصحة العقلية.
بالإضافة إلى ذلك، فيتامينات المجموعة بي الأخرى الموجودة في البيض تعمل على تعزيز وظائف الجهاز العصبي وتقليل مشاكل التوتر والقلق.
لذا، تناول البيض يمكن أن يساهم في تحسين المزاج والحفاظ على صحة الجهاز العصبي بفضل وجود فيتامين B12 وفيتامينات المجموعة بي فيه.
ومن جانب آخر هناك بعض الأضرار المحتملة لتناول البيض وتشمل:
1- التسمم الغذائي: يمكن أن تحتوي البيض النيء على بكتيريا السالمونيلا التي تسبب التسمم الغذائي. لذا، يجب طهي البيض جيدًا قبل تناوله لتجنب هذه المشكلة.
2- عدم التوافق مع بعض الحالات الصحية: قد يكون استهلاك كميات كبيرة من البروتين الموجود في البيض ضارًا لأولئك الذين يعانون من أمراض الكلى. كما أن الصفار يحتوي على نسبة عالية من الفوسفور، وهذا الأمر قد يحتاج إلى مراعاة خاصة في حالة وجود مشاكل في وظيفة الكلى.
3- حساسية البيض: قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه البيض، وتعتبر حساسية البيض شائعة بين الأطفال خاصة. وتظهر أعراض الحساسية بشكل عام كاضطرابات في المعدة والحكة والطفح الجلدي وألم في البطن. في حالة ظهور أعراض حساسية حادة مثل صعوبة التنفس أو انخفاض ضغط الدم، يجب البحث عن المساعدة الطبية الفورية.
لذا، يجب علينا ان نأخذ هذه الأضرار المحتملة في الاعتبار ونقوم باتباع إرشادات السلامة الغذائية المناسبة عند تناول البيض للحفاظ على الصحة والسلامة.