تعتبر المليسة عشبة مهدئة، وهي تستخدم في الأغراض الطبية منذ العصور الوسطى. ويعتقد أنها تساعد في تقليل الضغط العصبي والقلق وتعزز النوم وتحسن الأداء الإدراكي، وتحارب خمس أنواع فيروسات وتخفف من أعراض عسر الهضم.
في وقتنا الراهن يتم الجمع بين المليسة وأعشاب أخرى لتعزيز فوائدها الطبية. كما يمكن استخدام المليسة في الطبخ بسبب طعمها.
وهنا ٩ فوائد للمليسة:
١-القلق:
يتم علاج القلق عادة بالأدوية. ومع ذلك فإن الكثيرين يبحثون عن بدائل بسبب الخوف من الآثار الجانبية للأدوية. هنالك العديد من الدراسات التي تظهر أن المليسة قد تقلل أعراض اضطراب القلق.
إن زيادة المادة الكيميائية حمض غاما -أمينوبيوتيريك (غابا) في الدماغ يلعب دورًا كبيرًا في علاج القلق. قامت دراسة نشرت عام 2017 في مجلة Phytotherapy Research بتحليل آثار المليسة على مسارات حمض غاما -أمينوبيوتيريك (غابا).
وجد أن المليسة تحسّن من فعالية حمض غاما -أمينوبيوتيريك (غابا) بشكل مماثل لطريقة تفاعل الأدوية مع نظام حمض غاما -أمينوبيوتيريك (غابا) للمساعدة في علاج هذا الاضطراب.
٢-الاكتئاب:
يعتقد الباحثون أن عدم اتزان السيروتونين أو نقص مستوياته هو ما يزيد الشعور بالاكتئاب. في دراسة أجريت على الفئران، وجد أن المليسة تضم نشاطاً يؤثر على السيروتونين. الفئران التي شربت ماءً مع مستخلص المليسة أظهرت “انخفاضاً كبيراً في السلوك المشابه للاكتئاب” مقارنة بالفئران التي حصلت على علاج وهمي.
يفترض هذا بأن المليسة قد تلعب دورًا في المساعدة في تقليل أعراض الاكتئاب.
٣-الضغط العصبي والأرق:
إحدى التأثيرات الأساسية للمليسة والمشهورة بها هي تأثيرها المهدئ الخفيف، الذي قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من الضغط العصبي.
كما تمت دراسة التأثير المهدئ لعشبة المليسة على الفئران كذلك. أجرى الباحثان حاج هاشمي وصفائي دراسة على “التأثير المنوم” لعشبة المليسة.
وقد وجدا أن الفئران التي تم حقنها بعشبة المليسة ومستخلص عشبة الخزامى ناموا أسرع ولفترة أطول. تفترض نتائج الدراسة أنه عند الجمع بين المليسة مع أعشاب أخرى فإنها قد تكون مفيدة في علاج الأرق.
٤-العدوى الفيروسية:
يفضل المستهلكون على نحو متزايد استخدام المستخلصات العشبية بما فيها المليسة للمساعدة في تجنب بعض أنواع العدوى.
كشف بحث عن أن العشبة تحتوي على مركبات مثل الأوجينول والتربينات وحمض روزمارينيك والمواد الكيميائية التي تلعب دورًا في قتل الفيروسات والبكتيريا. وعلى وجه التحديد، تشير الأدلة إلى أن المليسة تضم نشاطاً كبيراً ضد فيروس الهربس البسيط الذي يسبب قروح البرد.
٥-مضادات الأكسدة:
وهذه توجد بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة النباتية والأعشاب، وهي مكونات مهمة تثبط عملية الأكسدة، وهي إنتاج الجذور الحرة التي تدمر الخلايا. بمعنى آخر، مضادات الأكسدة مفيدة لنا لأنها توقف دمار الخلايا أو تمنعه.
وقد أكدت الكثير من الدراسات تأثيرات المليسة المضادة للأكسدة.
ففي دراسة قامت بتحليل الخصائص المضادة للسرطان لعشبة المليسة، وجد أن المليسة فيها تركيزات عالية من الفلافونيدات، وهي فئة من المركبات الكيميائية التي تحتوي على فينولات معروفة بأنها مضادات أكسدة قوية.
٦-تحمي البشرة:
نشرت مجلة The journal of Dermatological Science مقالًا وجد فيه أن المليسة تمنع الضرر الذي تسببه الأشعة فوق البنفسجية.
الأشعة فوق البنفسجية هي السبب الرئيسي لأمراض شيخوخة البشرة، بما في ذلك سرطان الجلد. وجد في الدراسة ذاتها أن المليسة تمتلك خصائص “تكوين الميلانين”، والتي تساعد في تقليل البقع الشمسية غير المرغوب فيها (تعرف كذلك باسم بقع الشيخوخة).
تحمي المليسة البشرة بسبب قوتها الكبيرة المضادة للأكسدة.
٧-عسر الهضم:
يعاني الكثيرون من عسر الهضم، وهو ألم أو انزعاج في الجزء العلوي للأمعاء. ويكون عادة إشارة على مرض آخر مثل ارتجاع المريء المعدي أو قرحة المعدة أو التهاب المعدة أو في بعض الأحيان متلازمة القولون العصبي. أظهر بحث أن الأعشاب مثل المليسة والنعنع والبابونج تمتلك تأثيرات تخفف من عسر الهضم. في إحدى الدراسات تم اختيار 120 مريض يعانون من عسر الهضم بشكل عشوائي، وقد تم إعطاؤهم إما مستحضر عشبي يحتوي على مستخلص المليسة أو علاج وهمي. المرضى الذين تلقوا المستحضر العشبي لوحظ انخفاض حدة أعراض عسر الهضم وتحسنها. وفي فرنسا توجد حوالي 40 نبتة أقرّ بأمان استخدامها كشاي لعلاج عسر الهضم بما في ذلك المليسة.
٨-السرطان:
في دراسة نشرت في مقال عام 2015 وجد أن المليسة تضم خصائص مضادة للسرطان. ركزت الدراسة على النشاط السرطاني لخلايا سرطان الثدي البشري. وقد ثبت وبسبب خصائصها القوية المضادة للأكسدة وتأثيرات حمايتها للقلب وخصائصها المضادة للالتهابات، أنها قد تحسن علاجات السرطان. وحاليًا هنالك المزيد من البحوث التي ستجرى على تأثيرات المليسة والسرطان. يجب عدم استخدام المليسة مطلقًا لعلاج السرطان ما لم ينصح الطبيب بذلك.
٩-الأداء الإدراكي:
اقترح بعض العلماء أن المليسة تمتلك تأثيرات محسنة للسلوك الإدراكي. ففي مقالة في مجلة Pharmacology Biochemistry and Behavior تم علاج 20 مشتركًا بجرعات مختلفة من مستخلص المليسة. أظهرت النتائج أنه حدث تحسن في الانتباه عند إعطاء المشتركين 600 ملغم من المليسة.
وفي دراسة أحدث موجودة في مجلة Iranian Journal of Medical Sciences نشرت عام 2016، نصت على أن “المليسة أظهرت تأثيرات محسنة للذاكرة وعلاج مرض الزهايمر في تجارب مخبرية”.
وأكد عدد لا يحصى من الدراسات على أن المليسة أو مزيج المليسة مع المستخلصات الأخرى يمتلك القدرة على تحسين الذاكرة والانتباه. وقد قام أطباء الأعصاب باختبار فعالية وأمان المليسة على المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر بدرجة خفيفة أو متوسطة، ووجدوا أنها مفيدة ولها تأثيرات إيجابية في التحكم بالمرض.