أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) السابق “عاموس يادلين” إلى تحول مكانة الإيرانيين دولياً في مقابل الضعف الإسرائيلي ، حيث صرّح في مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، بأنّ “”الإيرانيين يشعرون في السنة الأخيرة بحصول تحول إيجابي في مكانتهم الدولية، فهم لديهم تحالف مع الصين وروسيا، واتفاق مع السعودية مقابل ضعف في إسرائيل بسبب الأزمة الداخلية”.
ولفت إلى أنّ “إبرام الولايات المتحدة تفاهمات لتهدئة الوضع النووي مع الإيرانيين” أسهم في تقوية الوضع الإيراني على الساحة العالمية، بالإضافة إلى انشغال “إسرائيل، العدو الأساسي لهم، بضعفها الناتج عن المواجهة الداخلية”.
وأضاف أنه “لهذا قام الإيرانيون بخطوة منع ثلث مراقبي الوكالة الدولية من التفتيش”، وهي خطوة، بحسب “يادلين”، “بالأساس موجهة ضد الأوروبيين، فالأوروبيين بحسب اتفاق 2015 كان يجب عليهم إلغاء عقوبات على التكنولوجيا والصواريخ الإيرانية، ولكنهم أعلنوا مؤخراً أنهم لن يلغوها”.
وقال “يادلين” بأنّ الأوروبيين يعللون سبب احتفاظهم بالعقوبات المفروضة برغم الاتفاق لسببين، أولهما أنّ “الإيرانيين ينتهكون الاتفاق برفعهم التخصيب عن نسبة 20%”، زاعماً أنّ “لديهم مواد كافية لـ6 قنابل نووية”.
وثانيهما، بحسب رئيس (أمان)، أنّ “الإيرانيين يزوّدون روسيا بالسلاح، وهذا خط أحمر من ناحية أوروبا”.
ويقدّر الإيرانيون أنّ “إسرائيل” لن تقوم بعمل ضدّ إيران في ما يتعلق بالموضوع النووي بدون موافقة أو تنسيق أو تعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وبحسب يادلين، فإنّ “هذا هو تقديرهم الأساسي”.
وتابع:
“عندما يجلس الإيراني وينظر إلى إسرائيل، وهو قد سمع خطاب نتنياهو عندما عرض حكومته، وتحدّث فيه عن أمرين هما وضع حدّ لإيران وتطبيع العلاقات مع السعودية، فإنهم يرونه مشغولاً بالأزمة الداخلية والأحداث في المناطق”.
من جهته قال رئيس أمان الأسبق “تامير هايمن” إنّ “الخطوة الإيرانية ضد مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو تحدٍّ وردّ عنيف على الأوروبيين وعلى الوكالة”.
وأفاد “هايمن” للقناة “12” الإسرائيلية أنّ “ما نراه هو تعبير للأبعاد المرتبطة بما يسمى دولة على حافة النووي”، مشيراً إلى أنّ “إيران تتعامل كدولة نووية، من دون أن تدفع أي ثمن للقنبلة النووية، وهذا ينتج لها ثقة بالنفس، وقدرة على انتهاج سياسة مقابلة لما يرونه سياسة غير معقولة من جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا”.
وأضاف:
“نحن لن نرى غداً صباحاً تجربة نووية على أرض إيران، فإيران لا تقتحم نحو القنبلة النووية، فهي ليست ككوريا الشمالية عندما طردت المراقبين من أجل الاقتحام نحو النووي، لكن هذا تحدٍّ فجّ وعنيف، مقابل ما يرونه كردّ غير موزون للأوروبيين والوكالة”.
الجدير ذكره أن إيران وصفت أمس السبت، قرارها بسحب تصاريح مُفتشين في الوكالة الدولية للطاقة بالقرار السيادي، كونه يستند إلى القرارات الدولية واتفاق الضمانات.
وأوضحت أنّ طهران ستواصل تعاونها الإيجابي في إطار الاتفاقيات المبرمة، داعيةً الوكالة الدولية إلى التزام الحياد.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران أبلغتها قرار إلغاء تعيين عدّة مفتشين من الوكالة من أصحاب الخبرة، في إطار اتفاق ضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
يشار إلى أن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية كانت قد نشرت أنّ رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” هاجم الخطوة الإيرانية التي قضت بتقييد حركة المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الذرية، رداً على إجراءات بحقها.
و علّق مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا “محمد مرندي” أنه “إذا كان ذلك يغضب نتنياهو، فلا بد أن يكون خطوة ذكية للغاية”.
ونوه “مرندي” إلى أنّ “إيران لم تخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، ولكنها “حظرت ببساطة المفتشين من الدول الأوروبية المعادية”.
وأكّد المستشار الإيراني أنه “إذا تصرفت الأنظمة الأوروبية بشكل طبيعي، فإنّ مفتشيها قادرون على الانضمام إلى المفتشين من المجتمع الدولي”.