يسعى الكيان الصهيوني لإخفاء جرائمه الانسانية بحق الفلسطينيين بعد أن فاحت رائحة إجرامه ، كما يهدف إلى كسب تعاطف وتأييد الشعوب وإضفاء صفة الشرعية على وجوده ويستخدم لهدفه هذا كل الوسائل الممكنة بما فيها الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال جيش إلكتروني يعمل على دسّ السم في العسل عبر المنصات الاجتماعية مستعيناً بسيفه القديم الجديد “معاداة السامية” ليحارب فيه كل مايفضح إرهابه وجرائمه وهنا يبقى الوعي الثقافي للشعوب هو الحد الفاصل بين معاداة السامية المتمثلة بمعاداة العرق والانتماء ومعاداة الصهيونية المتمثلة بالقتل وإغتصاب حقوق الشعوب والتي هي واجب على كل حر لا يرضى بالظلم .
منصة (إيكس) هدف الكيان الصهيوني القادم :
وبعد أن نجح الكيان الصهيوني في التسلل إلى منصات التواصل الاجتماعي والسيطرة عليها وعلى مضامينها، كما الحال في “ميتا” (فيسبوك)، و”انستغرام، و “يوتيوب”، حيث لا ينشر أي مضمون فيها يمكن أن يكشف عن جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، تحت ذريعة معاداة السامية، التف الكيان الاسرائيلي واللوبيات الصهيونية في الغرب، هذه المرة حول منصة “ايكس” (تويتر سابقاً)، لمنعها من نشر أي مضامين يمكن أن تكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني تحت ذات الذريعة وهي “معاداة السامية”.
والواضح أن الوعي العالمي بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بات جلياً ، وهو ما جعل زعماء هذا الكيان، يجندون كل امكانياتهم وأذرعهم في الغرب، من أجل حجب الحقيقة عن شعوب العالم، التي أخذت تتساءل:
إلى متى يمكن ان يبقى الكيان الصهيوني فوق القانون؟
وإلى متى يبقى سيف “معاداة السامية” مرفوعاً في وجه الأحرار والمفكرين والمثقفين والباحثين عن الحقيقة في العالم؟!
عجز الكيان عن تغطية الحقيقة بإصبعه :
ويبدو واضحاً أن هيمنة الصهيونية العالمية على وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في أمريكا والغرب، عجزت عن تغييب حقيقة ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عن الشعوب، فجرائم قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، هي أكبر من أن يتم تغييبها أو حجبها، وهذا الأمر بالذات هو الذي دفع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” للسفر إلى أمريكا، والاجتماع بصاحب منصة “ايكس” (تويتر) “ايلون ماسك”، والطلب منه أن لا تستخدم منصته لـ”معاداة السامية”، وهو ما يعني منع نشر اي مضامين على منصته يمكن ان تكشف للعالم حقيقة ما يجري في فلسطين المحتلة من فظائع.
اللافت أن دعوة “نتنياهو” لغلق آخر نافذة يمكن أن يرى العالم من خلالها بشاعة وإجرام الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، جاءت في الوقت الذي تشن “رابطة مكافحة التشهير” المدعومة من حكومة الإحتلال الإسرائيلي، حملة شعواء على منصة “ايكس” وعلى صاحبها “ماسك”، وهي حملة شعارها الأبرز “معاداة السامية”!، وأدت إلى تكبد المنصة خسائر فادحة، بعد أن رفضت العديد من الشركات الاعلان فيها، وهو ما دعا “ماسك” إلى رفع دعوة أمام المحاكم الأمريكية لمقاضاة “رابطة مكافحة التشهير الإسرائيلية”.
“نتنياهو” يمارس الضغط على “ماسك” بحجة “معاداة السامية ” :
ومن المؤكد أن اللقاء الذي جرى بين “ماسك” و”نتنياهو”، لم يكن برغبة الأول، فالرجل على ما يبدو يتعرض لضغوط من اللوبيات الصهيونية في أمريكا، لحجب المضمون العربي والاسلامي من على منصته، في مقابل الترويج لمضامين تقف وراءها اللوبيات الصهيونية و الكيان الصهيوني.
ويدرك “ماسك” أنه اجتمع مع رجل منبوذ وكريه وعنصري وكذاب، إلا أنه اضطر لذلك من أجل عدم تأليب اللوبي الصهيوني في أمريكا ضده، او أنه تلقى رسالة تهديد واضحة من “نتنياهو”، من أنه آن الاوان له أن يحذو حذوة فيسبوك وانستغرام ويوتيوب ويعمل لصالح الكيان الصهيوني، ولكن فات “نتنياهو” أن العالم لم يعد كما كان في السابق، فرغم وجود أخطبوط اللوبيات الصهيونية في العالم، والتي تكتم أنفاس وسائل الإعلام العالمية، إلا أن الحق الفلسطيني ومظلومية الشعب الفلسطيني وإصراره على المطالبة بحقوقه، أقوى بكثير من اللوبيات الصهيونية، وهذا الأمر تجلى وبشكل واضح، بعد وصول صوت الشعب الفلسطيني حتى إلى أمريكا، التي باتت الاصوات المنددة بجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعالى فيها، وتنادي بإنصاف الشعب الفلسطيني، وما حملة مقاطعة البضائع والجامعات “الاسرائيلية” في أمريكا والغرب، إلا بعض جوانب هذا الامر، لذلك يمكن اعتبار لقاء “نتنياهو” بــ”ماسك”، دليلاً على أن سيف “معاداة السامية” مثلوماً أمام مقاومة الشعب الفلسطيني التي فضحت الكيان وداعميه وعلى راسه أمريكا.