بقلم :عبد الله الحسنة
تشكل زيارة الرئيس “بشار الأسد” إلى الصين فرصة لإحداث نقلة جديدة في العلاقات الثنائية خصوصاً وأن بكين تبدو مهتمة على نحو بعيد بتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط في سياق التنافس القائم بينها وبين أمريكا.
وهذه الزيارة الأولى للرئيس “الأسد” إلى الصين منذ العام 2004 ويتوقع متابعون أن تؤسس لنقلة جديدة في العلاقات الثنائية بين الطرفين لاسيما مع اشتداد حالة الاستقطاب الثنائي بين واشنطن وبكين.
فالصين ترنو إلى تعزيز حضورها في الشرق الأوسط وهي المنطقة التي كانت تقليدياً ضمن دائرة النفوذ الأمريكي وتشكل سوريا بالنسبة إلى بكين أهمية جيوسياسية، فضلاً عن كون البنية الفكرية لسوريا تسير معها.
وربما ذلك لم يكن كافياً للقول إن العلاقة بين البلدين ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية لكن الجانب المخفي في العلاقة بين البلدين يبدو أنه الأهم والأكثر فاعلية في السمو بتلك العلاقة لتكون علاقة استراتيجية.
وفي ضوء ذلك أظهرت الصين في السنوات الأخيرة رغبة في تعزيز التقارب مع سوريا وهو ما ترجم بشكل واضح في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية “وانغ يي” إلى العاصمة دمشق يوم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في سوريا في 17 تموز 2021 وكان الوزير الصيني بذلك أول المهنئين للرئيس “الأسد”.
وقام الرئيس الصيني بإرسال برقية تهنئة إلى الرئيس “الأسد” بمناسبة انتخابه قائلاً :
إن الصين تدعم سوريا بقوة في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها وستقدّم كلّ ما تستطيع.
ويبدو أن الصين باتت اليوم أكثر قوة وجرأة لإظهار قوتها وموقعها في النظام العالمي وخاصة بعد تصاعد التوترات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية وهو ما يشكّل فرصة أمام سوريا لتطوير علاقاتها مع بكين.
وكل التوقّعات تشير إلى أنها ستكون زيارة تاريخية على مستوى العلاقات بين البلدين ونقطة فارقة في صياغة توازنات القوى الدولية في منطقة الشرق الأوسط بل وربما في العالم.