أفادت وسائل إعلام عبرية عن وصول الدفعة الأولى من الشحنات التجارية المحملة بالمواد الغذائية الطازجة من دبي إلى الكيان الصهيوني من خلال الجسر البري الجديد البديل للبحر الأحمر عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن ويبلغ طوله ألفي كيلو متر وتستغرق الرحلة يومين.
عرابو التطبيع .. إن لم تستح فافعل ما شئت:
يأتي هذا كثمرة لتوقيع اتفاقية العار بين الإمارات والكيان الصهيوني والتي تقضي بتشغيل جسر بري بين مينائي دبي وحيفا مروراً بالأراضي السعودية والأردنية ، وتعد الإمارات أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع الكيان من خلال توقيع ما يسمى “اتفاق أبراهام” ، كما أنها أول دولة عربية توقع معه اتفاقية تجارة حرة وسط تساؤلات لماذا توقع دولة إسلامية اتفاقيات مع الكيان؟!
تساؤلٌ يثير الشك في هوية الحكم في هذه الدولة ويحولها إلى مستعمرة إسرائيلية ورأس حربة في مشروعٍ يرمي إلى دمج الكيان في المنطقة العربية.
العلاقات الحميمية بين الطرفين قد بلغت أوجها مع بداية طوفان الأقصى لتهيم الإمارات حباً في الكيان مع تصعيد جرائمه ضد الفلسطينيين وتتماهى مع سياسته العنصرية الفاشية وتدخل في سباقٍ مع السعودية أيّهما أكثر هرولةً وانبطاحاً وخدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة، ليتحولوا إلى وكلاء للكيان وفي تذكير لمن أنسته مواقف حكامها المذلة فإن السعودية دولة إسلامية فيها الكعبة المشرفة التي يقصدها المسلمون من كل أصقاع الأرض لتعلوا تكبيرات “الله أكبر” فوق كل ظالم معتدي.
وبالعودة للجسر البري، أيُ ضمانٍ أخذه الكيان من الأردن والسعودية ليوقّع اتفاقيته مع الإمارات؟ وما كل هذه الثقة الأكثر من أخوية التي نشأت بينهم ؟؟ لو افترضنا أن الأردن والسعودية يقفان مع الشعب الفلسطيني ضد الكيان هل كان لهذا الاتفاق أن يتم؟ بالطبع لا، ولكن الكيان قد أخذ الضوء الأخضر ممن مايفترض أنهم أشقاء الفلسطينيين في العروبة.
وتستغل الدول الثلاث ما حباها الله من خيرات لتموّل بها قتل الشعب الفلسطيني وتكون خنجراً في ظهر الفلسطينيين وأنموذجاً عن الخيانة في أعلى درجاتها ، ولكن ما من شك أن سياسة هؤلاء الحكام ستنقلب عليهم يوماً، وأنّ أموالهم التي ينفقونها في خدمة أجندةٍ صهيونية إجرامية بالمنطقة سترتدّ عليهم خراباً ووبالاً، مصداقاً لقوله تعالى: “فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلَبون”.
على طريق القدس.. وحدة الساحات ووحدة المصير :
عزيزٌ على العروبة أن تكون الأردن جارة فلسطين في الجغرافية ولا تكون المتنفس لها والملجأ الآمن لشعبها ، وماذا لو كانت سوريا هي الدولة الملاصقة لفلسطين أي حضن دافئ ستكون لها ؟
سوريا التي دفعت أغلى الأثمان كي تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان العرب وكي لا ينسى العرب أن هنالك شعبٌ محتل يقتل كل يوم وتمسكت بتقديم كافة أشكال الدعم من إعلاء صوت الفلسطينيين في المحافل الدولية إلى إرسال السلاح .
واليوم في معركة طوفان الأقصى تقف سوريا ومعها محور المقاومة في وجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ليكونوا خير سندٍ لهم بالمال والكلمة والسلاح والدعاء.
محورٌ ستكون نهاية الكيان وشيكةً على يديه، فلا تزال الجمهورية الإيرانية ملتزمة بما قطعته على نفسها بأن تحمي القضية الفلسطينية وتدعمها بكل إمكانياتها وتشهدُ أنفاق فلسطين على ذلك فيما لا يزال المقاومون يستمدون القوة من صوت قائد فيلق القدس الشهيد “قاسم سليماني” الذي مازل صداهُ يتردد في كل شبر فلسطيني.
فيما جاءت الفزعةُ العراقية لتدك قواعد الاحتلال في سوريا والعراق و ليخرج شيخ نجبائها ويعلن بدء العملية العسكرية لتطهير العراق من الاحتلال الأمريكي ويعلن استهدافه لقواعد الاحتلال نصرة لأهالي غزة.
وللمقاومة اللبنانية نصيبٌ مشرف من هذه المعركة حيث أبت أن تقف موقف المتفرج كي لا تتساوى مع الشياطين الخرساء القابعة في القصور الزجاجية ليعلن أمينها العام أن الدماء الفلسطينية لن تكون وحدها في مواجهة العدو.
ولأن الختام دائماً يفوح مسكاً سنختم بالمقاومة اليمنية التي جعلت الكيان يضرب أخماسه بأسداسه ويحتار في أمره بعد أن أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن كل سفينة صهيونية أو متجهة نحو الكيان تعبر مياه البحر الأحمر هي هدفٌ مشروع للقوات اليمنية ،
ليغير ذلك الصوت الحرُّ كل مخططات الصهاينة ويتسبب بخسائر اقتصادية هائلة للكيان لتكون اتفاقيته مع الإمارات الغوث والمنجي من مستنقع الموت الذي كان يغوص فيه، وشتان بين مدافعٍ عن الحق ومدافعٍ عن الباطل وسينصر الله عباده الصابرين كان وعداً في كتابه المُبين.