سنوات عديدة في الحرب على سوريا ذاق فيها المواطن الحلبي طعم المرار في سبيل حصوله على قوت يومه بأبسط مقوماته والمتمثلة برغيف الخبز، حينها من يحصل على ربطة خبز كأنه ملك الدنيا وما فيها، فحلب تقطعت بها السبل، وحوصرت مداخلها الرئيسية بغية إركاع وإذلال أهالي حلب، لكن بتصدي الجيش السوري للإرهابيين تمكنوا من طردهم وتحقيق النصر.
وفي هذا السياق أكد مدير فرع المؤسسة السورية للمخابز المهندس “محمد جميل شعشاعة” أن أهم تحد واجهه الفرع هو تأمين مستلزمات الإنتاج، نتيجة فرض الحصار على مدينة حلب من قبل الإرهابيين ، لكن الحل كان بيد أبطال الجيش العربي السوري، الذين تم من خلال جهودهم الجبارة تأمين مواد الديزل والقمح والخميرة بعد تحرير وفتح طريق خناصر – السفيرة ليبقى الشريان الوحيد المغذي لمحافظة حلب.
وأوضح “شعشاعة” أن محافظة حلب كانت تضم 50 مخبزاً ( 14 مدينة – 36 ريف)، عدد خطوط الإنتاج فيها 76 خطاً ( 23 مدينة – 53 ريف) وعدد الآليات 63 آلية، فيما وصل عدد العاملين في فرع المؤسسة لـ 1741 عاملاً.
وكشف أنه خلال سنوات الحرب ونتيجة التدمير والسرقة من قبل المجموعات الإرهابية، خرج عن الخدمة 42 مخبزاً (8مدينة – 34 ريف)، لتبقى فقط 8 مخابز تعمل في المحافظة ( 6 مدينة – 2 ريف)، بطاقة إنتاجية 80 طناً، يعمل فيها 738 عاملاً واستشهد 27 عاملاً، وبقيت 22 آلية في الخدمة من أصل 63، مضيفاً إن الدعم الكبير الذي قدمته القيادة السياسية والحكومية أسهم في تأمين مستلزمات الإنتاج، ما أدى إلى تعزيز صمود أهالي حلب الشرفاء.
كيف تطور عمل المخابز بعد التحرير؟
أشار “شعشاعة” إلى أنه فور الإعلان عن تحرير حلب بدأ الفرع وبالتعاون مع محافظة حلب ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالعمل وفق خطتين:
_الأولى إسعافية لتأهيل عدد من المخابز نتيجة عودة الأهالي إلى قراهم وأحيائهم بعد تحريرها.
_الثانية مستقبلية لتأهيل وتحديث خطوط الإنتاج مع زيادة في عدد المخابز الموزعة على كافة الأحياء، حيث وصل عدد المخابز حتى نهاية العام الحالي لـ 33 مخبزاً تعمل بطاقة إنتاجية يومية تصل لحوالي 457 طناً.
وأوضح أن عدد من الأهالي على الرغم من مضي سنوات على تحرير مدينة حلب بقيت السنوات العجاف التي عاشها الأهالي تحفر في وجدانهم، وتشكل دافعاً لهم لبذل الغالي والنفيس والتجذر في أرض الوطن، فالحرب التي شنت على البلاد كانت كفيلة بإسقاط أي دولة، لكن صمود الجيش والقائد والشعب كان سداً منيعاً في وجه مخططات الدول الداعمة للإرهاب.