بقلم: دانيا الغباش
عبثاً يحاول الكيان أن ينسلّ من إجرامه، وعبثاً يحاول تحطيم المقاومة بكل أشكالها إلا أنه يفشل، حتى لم يعد أمامه شيء آخر يفشل به لكثرة الفشل الذي قاده إلى الهيستيريا التي أنسته أنه لا فناء لثائر على جبهات القتال كان أم أمام لوحات رسمه أم أمام كاميرا تنقل الأحداث على حقيقتها.
ومنذ أن تم اختراع الكيان الصهيوني ودسّه في المنطقة وهو يواصل إجرامه ووحشيته محاولاً بشتى الوسائل أن يصنع له شعبيّة حول العالم معتقداً أنه بذلك سيشرع وجوده في فلسطين، وإلى يومنا هذا فإن جرائم الكيان تزداد يوماً بعد يوم؛ ليحطم الرقم القياسي في مجازره الوحشية.
مجازر الكيان المجرم….
فعبر التاريخ ارتكب الكيان مجازر لا حصر لها، أبرزها:
“مذبحة بلدة الشيخ 1947، مذبحة دير ياسين 1948، مذبحة قلقيلية 1956، مذبحة خان يونس 1956، مذبحة تل الزعتر 1976، مذبحة المسجد الأقصى 1990، مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994، مذبحة مخيم جنين 2002″، لتكون تلك المجازر التي يرتكبها اليوم هي استمراراً لنهجه الوحشي الذي صُنع عليه، فقد ارتكب أفظع المجازر خلال ثلاثة أشهر فقط منذ بدء الطوفان من مشافي إلى مربعات سكنية ومدارس تكتظ بالنساء والأطفال والتي ذهب ضحيتها أكثر من 250 ألف فلسطيني.
ولكن ما وضع الكيان في مأزق اليوم أن مجازره الوحشية التي كان يرتكبها لم تبقى كما كانت في الخفاء إذ لم تكن تظهر للعالم كما هي حيث كان يصل للعالم ما أراده الكيان أن يصل، ولقلة وسائل الإخبار كان من السهل عليه أن يحرّف ويعبث بالحقيقة كما شاء، أما اليوم فأصبحت الأحداث تصل إلى أبعد نقطة في الأرض عند حدوثها فوراً، لذلك بدأ الكيان أن يفعل المستحيل لإسكات الحقيقة ولو كلّفه ذلك قتل ناقل الخبر بحد ذاته.
الكيان يسكت الحقيقة…
بعدما فظّع الكيان بشعب فلسطين بالقتل والوحشية منذ بدء الطوفان، ما كان من الإعلاميين إلا نقل الصورة الحقيقية التي يعيشها أهل غزة بتفاصيلها، حيث أظهرت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي بثها الإعلاميون مدى الأذى والوحشية التي تعرض لها الشعب، والتي جعلت شعبية الكيان في الغرب تتضاءل وحقيقته تظهر جليّاً، هذه الحقيقة التي لم يكن يعرفها من لا يعرف تاريخ فلسطين الحقيقي.
لذا قرر الكيان وضع الإعلاميين هدفاً أمام عينيه ليعيث فساداً وإجراماً في غزة كما يحلو له، وبدأ يعتدي عليهم بقذائفه التي لا ترحم، حيث ارتقى الكثير من الإعلاميين إثر اعتداءاته سواء بفلسطين أو جنوب لبنان، فقد استشهد 117 إعلامي بين صحفي ومصور خلال معركة الطوفان بغارات وقذائف الكيان في غزة وجنوب لبنان، ليحتلّ الكيان بذلك المرتبة الأولى باغتيال الصحفيين، مسجلاً أرقاماً قياسية بذلك، ظنّه أنه بالاعتداء على الصحفيين قد يشعل فتيل الخوف بزملائهم ويغلقوا أفواههم عما يرون من مذابح لا ترحم.
صوت الحق يعلو رغم نزيفه…..
ولأنه لا بدّ من إيصال الحقيقة كما هي عليها وكان واجباً عليهم أن يستمروا بنقل مأساة أطفال غزة الذين لم يكن لهم ذنباً إلا أنهم ولدوا في أرض مقدسة جعلت عيون الغرب عليها لرمي ذيلهم اليهودي فيها، لذا لم يتوقف الصحفيون حتى اللحظة عن نقل الواقع رغم الاغتيالات الوحشية التي طالت زملاءهم، ورغم الدماء التي خضبّت أيديهم وهو يشيعونهم، بل ما أصابهم زادهم صبراً وعزيمة لنقل الخبر، وإن كان هدفهم قبل الاغتيال هو نقل الواقع كما هو، فاليوم انتقاماً لهم ووفاءً لعهد أصدقائهم سيقفون أمام الكاميرا تحت القصف وبين الجثث، سيخرجون من تحت الأنقاض ليقولوا هنا غزة… هنا الكيان ينكل بأرواحنا ويمزق أجسادنا… أنقذوا أطفال غزة.