أثار كتاب تعميم موجه لأرباب الشعائر الدينية في حلب وريفها من مديرية أوقاف حلب نشر مؤخراً، بني على تقرير مصدره اللجنة الفلكية في نقابة المهندسين بحلب، حول تأثير زلزال (6) شباط (2023)، الذي ضرب حلب ومحافظات سورية أخرى، باعتماد مواعيد جديدة للشروق والغروب والصلاة، موجة من الجدل.
وجاءت حساسية القضية المطروحة بعد الكتاب المنشور من فكرة “صحة مواقيت صيام شهر رمضان والصلوات طيلة العام الماضي” إذا كان الأمر كذلك.
ولاحقاً استدركت مديرية الأوقاف في حلب على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن “ما تم تداوله عن تغيير مواقيت الصلاة في حلب ومواعيد الشروق والغروب فيها بسبب زلزال 6 شباط ليس صادراً عنها وإنما هو بسبب توصية (اللجنة الفلكية في نقابة المهندسين بحلب) وأن ماورد فيه من معلومات علمية وفلكية هو على مسؤوليتها”.
وأضافت المديرية أنها “تتواصل مع الجمعية الفلكية السورية ومع المختصين في هذا الشأن بغية الوصول إلى المعلومات العلمية الصحيحة والتأكد من مواقيت الصلاة بشكل دقيق”.
ماذا تقول الجمعية الفلكية السورية؟
من جهته، أكد رئيس الجمعية الفلكية السورية، الدكتور “محمد العصيري” أن “مديرية الأوقاف في حلب استلمت مؤخراً اقتراحاً من اللجنة الفلكية في نقابة مهندسي حلب يشرح عن وجود علاقة بين الزلزال وتغير في مواقيت الصلاة وهو وليس قانوناً أو تثبيتاً وما أشيع عن تبني الأوقاف، المقترح هو أمر عار عن الصحة”.
وشرح “العصيري” أن المقترح أشار إلى وجود تأثير للزلزال على مواقيت الصلاة خاصة شروق وغروب الشمس ومعامل الانكسار، وعليه قامت مديرية الأوقاف بتحويل الدراسة العلمية الى لجنة مواقيت الصلاة ورصد الأهلّة (التي تكون الجمعية الفلكية السورية أحد أعضائها).
وأوضح “العصيري” أن “الجمعية بكونها اللجنة الاختصاصية قامت بدراسة هذا الموضوع ومن الناحية العلمية مبدئياً لا تأثير للزلزال أو لتبعاته على مواقيت الصلاة إطلاقاً ولا على الشروق والغروب، وهذا رأي جميع الجهات العلمية ذات الصلة”. ومثال على ذلك زلزال تشيلي الأعنف عالمياً لم يسبب تغير في دوران الأرض إلا بنسبة 1.2 مايكرو ثانية أي رقم صغير جداً وبالتالي لا يوجد تأثير او ارتباط ما بين الزلزال وتغير شروق وغروب الشمس”.
رئيس اللجنة الفلكية في نقابة المهندسين بحلب يخالف كلام رئيس الجمعية الفلكية
من جانبه، صرح رئيس اللجنة الفلكية في نقابة المهندسين بحلب “مجد صاري” أنه بسبب كارثة الزلزال تم تصحيح مواقيت صلاتي الفجر والمغرب في حلب.
وتابع “صاري” أنه “تأثرت عملية شروق وغروب الشمس في حلب وبناء عليه وجب تصحيح مواقيت صلاتي الفجر والمغرب وهذا تم بجهد شخصي حيث قمت بتدقيق عملية شروق وغروب الشمس منذ (2019)
وأوضح “صاري” أن “المعطيات أثبت وجود خلل في عام (2023) حيث انخفضت بعض المناطق في الأفق الغربي لمدينة حلب قليلاً عن السوية العامة للأفق وذلك لوقوع الزلزال والتغيير المناخي”
وأكد “صاري” أن “عملية التصحيح ستكون بين 3 حتى 4 دقائق وأنصح محافظتي اللاذقية وحماة بضرورة إعادة النظر والتدقيق بمواقيت الصلاة خصوصاً وأن المواقيت تتغير كل فترة”.