تكمن أهمية النحل في عملية التلقيح للنباتات، كما أن لديه دور كبير في الحفاظ على توازن النظام البيئي، ويعتبر العسل الذي يصنعه النحل غذاء طبيعي يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا والفيروسات ومضادات الأكسدة التي تعزز الجهاز المناعي وتساعد في مكافحة الالتهابات، كما أنه يعتبر مصدرًا غنيًا بالسكريات الطبيعية التي تعطي الجسم الطاقة.
في هذا الصدد، جدد رئيس جمعية تربية النحل بدمشق وريفها المسؤول العلمي في الرابطة السورية لطب وتربية النحل المهندس الزراعي “رضوان البدوي” دعوته إلى ضرورة إنقاذ النحل والاهتمام بدعم النحالين قبل فوات الأوان، مبيناً أن قطاع النحل بالشريان الاقتصادي في العملية الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي، وأن النحل ثروة لا تقدر بثمن ومن الضروري المحافظة عليها، لما لها من دور حيوي في عمليات تلقيح الأزهار ونقل الأبواغ في مواسم الربيع، وبالتالي ضمان إنتاج زراعي جيد.
عدم إدراك قيمة النحل
وعن اللامبالاة في كيفية التعامل مع النحل، بيَّن “البدوي” أنه في العديد من دول العالم قد لا يدرك المزارعون والمهتمون الحاجة إلى تلقيح النحل، وبالتالي يتم قتل أعداد منه من خلال الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية، إضافة إلى أن العديد من مربي النحل لا يعرفون شيئاً عن دور النحل في التلقيح ولا يمكنهم إبلاغ المزارعين بالحاجة إلى حمايته ودوره في زيادة إنتاجية محاصيلهم الزراعية، ولو علم المزارعون أهمية النحل ودوره في عملية تلقيح الأزهار، لقاموا باستئجار طوائف النحل من النحالين ودفع أثمان مقابل ذلك.
أهمية العسل في التلقيح
وفي جانب أهمية العسل في التلقيح، أكد أن أهمية نحل العسل تكمن في التلقيح من خلال نوعية المحصول ونسبة التلقيح الخلطي في الصنف، كما أن 35% من المحاصيل في العالم تعتمد ومن أهمها محاصيل تحتاج إلى النحل في التلقيح ضمن سورية “التفاح والمشمس والكرز والخوخ والحمضيات واللوزيات والقرع والبطيخ وغيرها”، وعليه نفهم دور نحل العسل وأهميته في تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، مبيناً أن النحل ليس لإنتاج العسل فقط، وإنما هو المحور الأساسي للعملية الإنتاجية الزراعية، فهو يلقح ملايين الأزهار ويساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 40 – 50%.
ألا يحق للنحالين أن تكون لديهم نقابة !! ؟؟
وعن حق النحالين في أن تكون لديهم نقابة خاصة بهم، أكد أنه ما يعترض عمل النحال من صعوبات وعقبات، وانطلاقاً من ضرورة إيصال أصوات النحالين إلى الجهات المعنية للمبادرة في حل مشكلاتهم وتقديم الدعم اللازم لهم ومساعدتهم على تجاوز ما يتعرضون له من خلال عمليات التربية ونقل النحل وتسويق العسل وغير ذلك، متسائلا رغم كل هذه الصعوبات والأعمال، ألا يحق للنحالين أن يكون لهم نقابة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم، مطالباً الجهات المعنية بالتعاون مع هذا القطاع لتطويره ودمج كل الجهات التي تعنى بالنحالين باتحاد النحالين السوريين أو تحت نقابة واحدة تمثل كل النحالين السوريين، ذلك أن العديد من المطالب التي يحتاجها النحالون لا يتم الاستجابة لها من قبل الجهات المعنية وآخرها تلك الدعوات الملحة بضرورة تأمين مادة المازوت وتقديم الدعم الحكومي لضمان استمرار هذه المهنة دون أن تلقى آذاناً صاغية من المعنيين.
اختلاف أراء النحالين
وعن تباين آراء النحالين حول الاقتراح بإحداث نقابة تمثل جميع النحالين السوريين، فالبعض رأى فيها ضرورة ملحة وآخرون أبدوا مخاوفهم من أن تتحول إلى هياكل إدارية فقط لجمع الاشتراكات والرسوم السنوية ورسوم تجديد البطاقات، وأن يحيد عملها عن الهدف الأساسي في تمثيل النحالين والتحول إلى تحقيق مصالح شخصية وخاصة على حساب المصلحة العامة للنحالين، متمثلين بذلك بعمل بعض النقابات الحالية وعدم قدرتها على تحقيق الفائدة المرجوة لجميع أعضائها، وذهب رأي آخر إلى ضرورة رفع يد التجار عن النحالين وعدم التكلم باسمهم وبذلك تتحقق مصالح النحالين لأنهم هم الأقدر على توصيف حالهم وتحديد مطالبهم.