أخبار حلب _ سوريا
أدت المماطلة بتحسين الأوضاع المالية لموظفي القطاع العام إلى زيادة معدلات الاستقالة، كما أن ظروف العمل غير المريحة والضغوط الزائدة ساهمت بشكل ملحوظ برفع طلبات الاستقالة، إذ لجأ الموظفون بحثاً عن عمل إضافي لتغطية حاجتهم لأن ما يتقاضوه من وظيفتهم يعتبر ذرة مقابل تضخم الأسعار بالأسواق.
وهذا ما دفع عدد من الموظفين لتقديم شكاوى بعدم قبول استقالاتهم وتوقف الإجازات بدون أجر، والسؤال هنا إلى متى يستمر الموظف باستنزاف طاقته وصحته مقابل أجر لا يكفي لمصروف يوم؟
وفي إطار الرد، أوضح مصدر في اتحاد نقابات العمال أن الاستقالات والإجازات بلا أجر التي توقفت مؤخراً لا تمنح إلا في حالات خاصة، واضطرارية جداً مثل مرض مزمن يمنع الموظف من الاستمرار بالعمل، أو الحركة، أو إصابة ناتجة عن العمل الذي يقوم به (إصابة عمل)، حيث تقوم لجنة صحية بتقدير نسبة الإصابة وعلى أساسها تمنح الاستقالة للعامل المصاب.
ولفت إلى أن هناك حالات أخرى مثل تجاوز الموظف أو الموظفة الـ 55 عاماً وكان لديهم خدمة 30 سنة أما في حالات أخرى غير مرضية لا تتم الموافقة.
وبالسياق ذاته، أكد أن قرار توقف الإجازات بلا أجر والاستقالات جاء نظراً للنقص الحاصل في دوائر ووزارات الدولة، منوهاً أنه في حال لجأ الموظف إلى اتحاد نقابات العمال فإن الأخير يخاطب المؤسسة التي يعمل بها العامل، ولكن في النهاية القرار الأخير للوزير الذي تتبع له المؤسسة.
وبدوره، أفاد عضو مجلس الشعب “محمد زهير تيناوي” أن القانون الأساسي للعاملين يضمن حقهم في الحصول على الاستيداع، وحتى الإجازة دون أجر أو حتى الاستقالة، ولكن يبدو أن المؤسسات الحكومية اتخذت هذا القرار للحفاظ على الكوادر الموجودة فيها وعدم تسربها سواء إلى القطاع الخاص أو سفرها.
كما أشار”تيناوي” وهو عضو لجنة الموازنة والحسابات في المجلس إلى أنه من حق الفرد البحث عن مكان وفرصة أفضل في العمل؛ لتحسين ظروفه المادية، ومن واجب الحكومة في نفس الوقت توفير أجور تضمن للموظف الوفاء باحتياجاته اليومية وتلبي حاجاته، فالرواتب رغم الزيادات لم تعد كافية لأكثر من أيام عدة، داعياً إلى تحسين الرواتب والأجور معتبراً أنه الحل الأفضل حالياً للحفاظ على الكوادر المتبقية.
ومن جانبها، نوهت نقيبة التمريض والمهن الطبية والصحية في سوريا “يسرى ماليل” أن هناك نقصاً كبيراً في الملاكات الموجودة في المشافي وتسرب عدد كبير من الكادر التمريضي والمهن الصحية من المشافي الحكومية، وذلك نتيجة تدني الأجور.