أخبار حلب _ سوريا
تزداد الاحتدامات والصراعات الداخلية في واشنطن يوماً بعد يوم كلما اقتربت مواعيد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي تجعل الداخل الأمريكي مبعثراً متآكلاً، علماً أنه أياً كان الناجح في هذه الانتخابات، فإن أفعاله وتصرفاته واحدة، ولا تأثير مختلف يعطيه رئيس عن غيره، وكأن المستلم هو مجرد روبوت له نظام رئاسي واحد، لا يحكمه العقل.
من يضع الرئيس الأمريكي؟!
ولكن قبل الحديث عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية والخلافات التي تنتج عنها، والصراع الداخلي اللافت للأنظار خلال الانتخابات، لابد من الحديث عن المسؤول الأساسي الذي يختار الرئيس الأمريكي.
فعلى مرّ العصور، عرفت أمريكا بسيطرة اللوبيات والمال على نظامها، فاللوبي الصهيوني في أمريكا “أيباك”، يستطيع أن يقتصّ من معارضيه من النواب بمنع انتخابهم أو التجديد لهم، إضافة إلى قدرته على تحقيق شبه إجماع على تأييد الكيان في الكونغرس والسياسة والإعلام والجامعات وغيرها.
خلافات بايدن وترامب على الرئاسة
ولا عجب من بروز الخلافات بين الرئيس الحالي لأمريكا “بايدن
” ورئيسها السابق “ترامب”، لكونهما يفقدان الصفات القيادية أولاً، ولكون المسؤول عن وضع الرئيس ليس الشعب وإنما المال واللوبي، لذلك فإن هذه الخلافات تظهر التدهور الداخلي في أمريكا، كما أنها دليل على وجود فقر سياسي أمريكي.
وكما ظهر للعلن، فإن كل من “بايدن” و”ترامب” لم يوفّر جهداً في انتقاد الآخر بلهجة لاذعة، متهمين بعضهما بالتهديد للديمقراطية والعنف السياسي، لتخلو بذلك الساحة الأمريكية من كل ادعاءات الديمقراطية التي كانت أمريكا تعلن نفسها أنها تمتلكها.
تأثير حرب غزة على الانتخابات الأمريكية
ومن جهة أخرى بعيدة عن الساحة الأمريكية ذاتها، فإن ما أثر اليوم على هذه الانتخابات هي حرب غزة، والتي أشعلت فتائل النار الغربية، وجعلت تأييد الكيان مكلفاً بدل من أن يكون ورقة رابحة صافية يلجأ إليها المسؤولون الأمريكيون لكسب النفوذ والحصول على الدعم.
حيث فرضت حرب غزة نتائجها على الانتخابات في سابقة لم تشهدها أمريكا مسبقاً، فلطالما كان الاقتصاد والأمور الداخلية هي المعيار الحاسم في المنافسة الانتخابية، ولا تشكّل السياسة الخارجية الأمريكية عاملاً أساسياً في الانتخابات إلا إذا كانت تعني الناخبين الأمريكيين مباشرة.
ختاماً…
إن دعم أمريكا للكيان في إبادته الجماعية وجّه الأضواء على تأثير اللوبي الصهيوني على النظام الأمريكي، حتى بدأت بعض الأصوات للشعب الأمريكي تعلو في وجه سياسة حكامه ومسؤوليه، الأمر الذي سيسجل نقطة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، فهل سيكون هناك تحوّلاً في اختيار رئيس أمريكي لا يخدم المصلحة الصهيونية؟!
تابعنا عبر منصاتنا :