أخبار حلب _ سوريا
يحتفل اليوم المسيحيون الذين يتبعون التقويم الشرقي بعيد الفصح المجيد ولأن لكل عيد عاداته ومراسمه، فمن أبرز عادات هذا العيد “سلق البيض وتلوينه” الذي يأخذ دلالات الفرح؛ عدا عن البعد التاريخي لفكرة البيض الذي يرمز للتجديد في كل الحضارات البائدة والتي لم تزل إلى يومنا.
إذ يعدّ تلوين أو صبغ البيض من أهم طقوس عيد الفصح المجيد، وهناك عدة طرق لتلوين البيض منها باستخدام المواد الطبيعية كقشور البصل و الملفوف الأحمر وأزهار الكركادية.
ولابد من الإشارة إلى أن للبيض الملون دلالة خاصّة كونه يجلب البهجة خلال هذه الفترة، فيتسابق الأطفال إلى تلوينه وزخرفته بطرقٍ مبتكرة وتبادله للتّعبير عن الفرح، كما يخوضون نوعاً من منافسات تُعرف بـ”تفقيس البيض”، لذلك يقومون باعتماد الطرق الطبيعية مستخدمين ما يتوفّر لديهم في المنازل.
حيث كانت تنظم في الكنيسة لعبة كسر البيض، ويقوم الراهب فيها برمي بيضة مسلوقة إلى أحد الأطفال ثم يقوم هذا الطفل برميها لطفل آخر وهكذا بحيث لا تسقط البيضة، ويتم تناقلها في انتظار أن تدق ساعة الكنيسة عند الثانية عشرة فيفوز صاحب الدور بإمساك البيضة.
ما هي أشكال زينة البيض؟ وماهي عبارات عيد الفصح؟
يأتي تلوين البيض وتزيينه على عدة أشكال؛ فترسم الزهور بكافة أنواعها إضافةً إلى الرموز والأيقونات المسيحية، كذلك أوراق الشجر والفراشات والطيور، والزخارف المختلفة، عدا عن عبارات المعايدة مثل “كل عام وأنتم بخير”، و “عيد فصح مجيد”، وغيرها من العبارات التي تمجد قيم الايمان والتسامح بين البشر جميعاً.
كما ذكرت بعض الروايات حول تزيين البيض أن الكثير من الناس يتفننون في الرسم على البيض أو تغليفه، فقد قام الصائغ الشهير “بيتر كارل” بصناعه أثمن بيوض الفصح عام 1880م من الذهب، وقد صنع ثلاثة وأربعين بيضة يقدر ثمنها بأربعة ملايين دولار.
ومما تقدم يتضح أنّ الأعياد والمناسبات والاحتفالات لم تعد كالسابق، فالتقاليد والعادات باتت غير متاحة للعديد من الناس جراء الأزمة المعيشية والغلاء الذي تشهده سوريا، ولكن على الرغم من ذلك يبقى للعيد رمزيته الذي يسعى السوريون للحفاظ عليها، وإدخال الفرح إلى قلوبهم في ظل الأجواء السوداوية التي تخيّم على حياتهم اليومية، فسعر البيض اليوم يشهد ارتفاعاً عن سابقه من الأعوام إلا أن السوريين الذين يألفون الفرح ويصنعونه كأنه قوت يومهم لم تثنيهم الظروف عن القيام بهذه التقاليد والطقوس متعالين على جراحهم، مؤكدين أن هذه البلاد بمسيحييها ومسلميها يتجددون كطائر الفينيق من تحت رماد الحرب و يكمل حياته بفرح كأن حرباً لم تمر على وجه البلاد.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News