أخبار حلب _ سوريا
منذ 76 عاماً وإلى اليوم ما زال الفلسطينيون داخلياً وفي الشتات يدفعون ثمن وعود أنجزتها بريطانيا بحكم الاحتلال ليهود كانوا ذات يوم شتات في العالم، وقررت بريطانيا جمعهم في فلسطين كقاعدة من قواعد عدة لها في الشرق الأوسط وليصبح هذا الكيان ذراع الغرب وراعي مصالحه وعصاه التي يهش بها على عبيده في جزيرة العرب وغيرها من المطبعين فكان الكيان أولى مولود عسكري نتج من سفاح بريطانيا وفرنسا.
31 عاماً ما بين الوعد والطرد
بريطانيا التي تُعرف بخبثها ودهائها سخّرت كل ما تملكه لخدمة مشروعها الكبير الذي سمي فيما بعد “إسرائيل” بشعار ضخم “من النيل إلى الفرات” تعرف من خلاله أن هذا الكيان ليس أكثر من واجهة لاحتلال جديد واستعمار بعمليات تجميلية ليبدو استعماراً أنيقاً بربطة عنق فبعد الوعد المشؤوم عام 1917 بدأ العمل على جمع اليهود في أرض فلسطين تحت ذرائع تاريخية ودينية لا حقيقة لها وفي بدايات 1920 بدأت الهجرة الكثيفة نحو فلسطين لتغيير ديمغرافيته، وهذا بات جلياً من خلال الزيادة في عدد السكان التي تضاعفت منذ عام 1900 من 5% إلى 31% عام 1947 ولكن حينها لم يملك اليهود سوى 8.8% من أراضي فلسطين وهذا مالم يناسب بريطانيا وحلفائها فهم محتاجون إلى السرعة في قيام قاعدتهم وتأكيد وعدهم لـ “بن غوريون” على لسان وزير خارجية بريطانيا آنذاك “بلفور” فكانت النكبة عام 1948.
ما لا يوضحه العقل توضحه الأرقام
في 5 شباط عام 1948 انسحبت بريطانيا من فلسطين في ذات الوقت التي كان اليهود يعلنون بقوة السلاح والإرهاب قيام كيانهم الغاصب فكانت الحرب بين هذا الكيان والجيوش العربية ولكن وتحت وطأة سوء التنسيق والخيانة والاتفاقيات السرية مع هذا الكيان خسر العرب هذه الحرب وكانت أهم نتائج خسارة حرب الـ 48 هي احتلال الصهاينة لأكثر من 78% من الأراضي الفلسطينية وبات التقسيم كالتالي:
– قطاع غزة والضفة الغربية بقيتا بيد العرب حتى عام 1967
– أراضي ال 48 تحت الاحتلال الإسرائيلي
وما نتج عن هذه الحرب بالأرقام كان مروعاً حد الفظاعة فقد استشهد أكثر من 15000 فلسطيني وعربي وتم توثيق أمثر من 50 مذبحة موثقة بحق الفلسطينيين فعلى سبيل المثال:
– مجزرة “قيسارية” في حيفا في 15/2/1948
– مجزرة “دير ياسين” في القدس في 9 /4/ 1948
– مجزرة “عين الزيتون” في صفد في 2/5/1948
– مجزرة “بيت دارس” في غزة في 21/5/1948
وأكثر من 531 قرية فلسطينية طهرت عرقياَ ودمرت بالكامل فيما تشير الأرقام إلى أن 1400,000 فلسطيني عاش في فلسطين قبل النكبة وبعد حدوث النكبة تم تهجير 780,000 فلسطيني؛ فيما وخلال عشر سنوات تلت دخل أكثر من 850,000 يهودي فيما تم تقسيم القدس إلى شرقية بيد العرب وغربية بيد اليهود، وبعد عام 1948 باتت أكثر الدول الفلسطينية كـ “القدس الغربية، عكا، حيفا، يافا، طبريا، بيسان، صفد، الرملة، الناصرة، عسقلان، بئر السبع” تحت حكم الكيان والتي أطلق عليها العرب فيما بعد “أراضي الـ 48” وفي عام 1949 انضم هذا الكيان لهيئة الأمم المتحدة واعترف بها رسمياً وهذا ما عرف بالنكبة.
النكسة والحرب التي لم تحدث
في يوم 5/6/1967 شن الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية ودعم أوروبي هجوماً ذو أهداف توسعية للجزء المتبقي من فلسطين وعلى سوريا ومصر والأردن ودمر الكيان وقتها جزءاً كبيراً من العتاد العربي ويحكى يومها أن الطائرات المصرية قصفت وهي في حظائرها ومن نتائج هذه الحرب التي كانت من طرف الكيان فقط
_احتل الكيان الجزء المتبقي من فلسطين وجزءاً من الدول المجاورة كالجولان السوري وسيناء المصرية ومزارع شبعا اللبنانية والضفة الغربية التي كانت تحت الرعاية الأردنية، وغزة التي كانت تحت الرعاية المصرية وجزيرتي “صنافير” و”تيران” حتى باتت مساحة الكيان ثلاث أضعاف ما كانت عليه قبل النكسة.
_كما استشهاد عشرات الآلاف ومثلهم من الجرحى وأسر أكثر من 5000 جندي في هذه المعركة وأجبر أكثر من نصف عربي على الهجرة من دياره وحدوث تغريبه فلسطينية ثانية مشابهة ل تغريبه الـ 48
_بناء المستوطنات الذي بدأ منذ عام 1967 إلى عام 2009 إذ بلغ عدد اليهود والمستوطنين أكثر من 500,000 يهودي
_احتلال المسجد الأقصى وأحكام السيطرة على الجزء الشرقي من القدس وزيادة إيفاد المستوطنين الى القدس كي تصبح مليئة باليهود
_تم توقيع “كامب ديفيد” بين إسرائيل والكيان اعترفت بموجبه مصر بإسرائيل مقابل استرجاع سيناء وبشروط مجحفة ومنقوصة السيادة المصرية
تتالت بعدها حروب ومناوشات كحرب تشرين التحريرية والتي كسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر بالرغم من تدخل الماما أمريكا بجسر جوي إلى طفلها المدلل “إسرائيل” وحدثت انتفاضة عام 2000 وغيرها من الحركات إلى أن وصلنا إلى أعظم عملية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي كسرت قواعد الحروب ولجمت الكيان عن غطرسته التي اعتاد عليها.
الطوفان الذي رد الصاع صاعين
رغم طول الحذر الإسرائيلي من قطاع غزة وما تشكله الفصائل الفلسطينية من خطر على وجود هذا الكيان إلا أن الحذر لم يمنع وقوع قدر حماس؛ فقد قامت الفصائل الفلسطينية في فجر السابع من أكتوبر بهجوم على مستوطنات غلاف غزة بالرغم من كل التحصينات وجدار الأمتار التسعة والكاميرات المتطورة والمناطيد الخمسة في سماء غزة والطيران الذي لم يفارق سماءها وآلة التجسس الإسرائيلي واستخباراته الضخمة واستطاعت أن تأسر أكثر من 200 مستوطن بين جندي ومدني وتثبت فشل استخبارات العدو وتفشل آلة الحرب الإسرائيلية وتسقط هيبة الجيش الذي لا يقهر والأهم من ذلك هي حدوث الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة نحو أوروبا؛ حيث سجلت رحلات الطيران أكثر من نصف مليون مسافر إسرائيلي بتذكرة ذهاب دون عودة، وما عمل عليه الكيان منذ عام 1948 مروراً بنكسة حزيران عام 1967 حتى انتفاضة 2000 ذهب خلال ساعات قليلة وذهب معه جهد الوعد الحرام الذي وهبته بريطانيا التي لا تملك إلا الكيان اللقيط الذي لا يستحق وانتصرت 76 سنة من التعب والنضال والعذابات الفلسطينية ووضع حجر الأساس لزوال كيان كان وما زال الكيان الحرام.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News