أخبار حلب _ سوريا
يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المناطق السكنية بعد أن أوقعت غاراته المزيد من الشهداء في الساعات الماضية، بينما تواترت ردود الفعل المنددة بمجزرة مدرسة التابعين التي خلفت أكثر من 100 شهيد، وإضافة لاعتداءاته على المناطق السكنية والمدارس، كانت اعتداءاته
تصب أيضاً المرافق الصحية والمستشفيات، والتي أدت إلى اضطراب في كل الخدمات الصحية ومنها التطعيم، وهو ما تسبب بتفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وفي هذا السياق، بينت منظمة الصحة العالمية أنه جرى الإبلاغ عن حالات متفرقة من الحصبة والنكاف، وعن أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء، حيث يظل خطر
انتشار المزيد من الأمراض مرتفعاً بسبب عوامل عدة، تشمل الاكتظاظ ونقص المياه والصرف الصحي وتعطل خدمات الرعاية الصحية الروتينية وتعثر النظام الصحي.
وإضافة لذلك، نشرت المنظمة بياناً بتاريخ 19 تموز الماضي وحدثته بمعلومات إضافية بتاريخ الـ21 من الشهر نفسه، أشارت فيه إلى تأكيد انتشار سلالة فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في قطاع غزة. وعُزل الفيروس من 6 عينات من مياه الصرف الصحي، وجُمعت من موقعين مختلفين لجمع العينات بمنطقتين فرعيتين داخل غزة، في 23 حزيران الماضي.
بدورها نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة على صفحتها على (فيسبوك) في 29 تموز بياناً تعلن فيه غزة منطقة لوباء شلل الأطفال. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن شلل الأطفال مرض شديد العدوى، يصيب الأطفال الصغار في الغالب، ويهاجم -بلا رحمة- الجهاز
العصبي، وقد يؤدي إلى شلل في العمود الفقري والجهاز التنفسي، وفي بعض الحالات الموت، وحسب معدلات التطعيم الروتيني المثالية في غزة قبل بدء العدوان الصهيوني على القطاع، فقد قُدِّرت تغطية التطعيم ضد شلل الأطفال بنحو 99% في عام 2022، وانخفضت إلى 89%
في عام 2023، وفقاً لأحدث تقديرات التطعيم الروتيني لمنظمة الصحة العالمية و«يونيسيف».
كما ذكرت الوزارة أنه وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام- أن برنامج مكافحة الوباء الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع «يونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية لن يكون كافياً ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء العدوان، ودعت إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلات المياه الصالحة للشرب، ووسائل
النظافة الشخصية، وإصلاح شبكات الصرف الصحي، وإزالة أطنان القمامة والنفايات الصلبة المتراكمة.
وتشير منظمة الصحة إلى أن الوضع الوبائي في قطاع غزة مزرٍ، حيث كشفت المراقبة عن تفشي أمراض الإسهال والتهاب الكبد الوبائي أ. ونقلت مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 ألف شخص في غزة أصيبوا بمتلازمة اليرقان الحاد أو ما
يشتبه بأنه التهاب (الكبد الوبائي أ) منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ويحدث التهاب (الكبد الوبائي أ) بسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي أ، وعادة ما يُصاب به عن طريق تناول الطعام والشراب الملوثون ببراز شخص مصاب، وهو أكثر شيوعاً في الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي.
وحسب البيانات الصادرة عن برنامج الصحة التابع لـ«أونروا»، يُبلغ عن 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد أسبوعياً من المراكز الصحية والملاجئ التابعة لـ«أونروا» في مختلف أنحاء غزة، كما ارتفعت حالات التهاب الكبد الوبائي من 85 حالة فقط أُبلغ عنها قبل الحرب، إلى ما يقرب من 40 ألف حالة أُبلغ عنها منذ بدء الحرب.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة برنامج الصحة في «أونروا» في قطاع غزة الدكتورة “غادة الجدبة”: “التهاب الكبد الوبائي أ يتفشى في غزة أثناء الحرب، وقد شُردت الأسر لتعيش في ظروف مزرية وغير إنسانية في مخيمات وملاجئ مكتظة، وهي تفتقر إلى المياه النظيفة ومستلزمات
النظافة وإدارة النفايات والصرف الصحي بشكل سليم، وتستمر هذه الأزمة في جعل الاستجابة لاحتياجات المرضى صعبة للغاية على برنامج الصحة التابع لأونروا”.
حيث توقفت محطات التحلية في شمال القطاع منذ 40 يوماً عن العمل في القطاع بالكامل نتيجة قصف الاحتلال وتوقف دخول السولار، الأمر الذي دفع الأهالي إلى استخدام المياه الملوثة، وانعكس ذلك على حياة الأطفال في مراكز الإيواء مع مخاوف من انتشار المرض نتيجة الاكتظاظ.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه حتى 30 حزيران الماضي كان في القطاع ما يزيد على 100 ألف حالة من الجرب والقمل و60 ألف حالة من الطفح الجلدي و11 ألف حالة من الجدري المائي.
من جهته بين مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور “حسام أبو صفية” أن جرثومة عنقودية بدأت تظهر بين الأطفال، وكان يُشخص بهذه الجرثومة حالة أو حالتان لأطفال مصابين بهذه البكتيريا خلال اليوم، أما بعد العدوان الحالي الذي دمر البنية للتحتية للقطاع، فقد أصبح يُشخص بها نحو 200 حالة يومياً، والبكتيريا العنقودية التي تحدث عنها الدكتور أبو صفية هي بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية أو بكتيريا المكورات العقدية المقيحة، وهي المسؤولة عن الإصابة بمرض الحصف (القوباء).
علماً أن أطفال غزة يتركوا ليواجهوا الحالة الجلدية الوحيدة التي قد تسبب مضاعفات تهدد الحياة، ففي حين يمكن علاج هذا المرض باستخدام المضادات الحيوية، فإنه إذا ترك من دون علاج فقد يؤدي إلى حالات تهدد الحياة مثل أمراض القلب والكلى المزمنة.
وبسبب الحرب والحصار الدائم لأشهر؛ اجتمعت على المرضى ويلات المرض والحصار والحرب، فعلاوة على نقص الغذاء والدواء والموت بالقصف والقتل المباشر، يخوض مرضى الأمراض المزمنة حروبهم الصعبة التي لا يعلم عنها أحد.
وقد صرحت جمعية أصدقاء الثلاسيميا في فلسطين المحتلة بأنه منذ بداية الحرب استشهد 24 مريضاً بالثلاسيميا، 7 منهم بسبب القصف، و17 بسبب تدهور المنظومة الصحية، ويواجه 300 مريض يعانون من تدهور خطر في حالتهم الصحية وسوء شديد في التغذية كما يعانون من أمراض تنفسية.
وأشار منسق جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا في فلسطين المحتلة “إبراهيم عبد الله” إلى وجود صعوبات في توفير وحدات الدم للمرضى، لأن جميع الأشخاص يعانون من فقر الدم. كما أن الأدوية الخافضة للحديد معدومة تماماً في القطاع، ما قد يؤدي إلى وفاة المرضى نتيجة تراكم الحديد في أجسادهم.
إذ يؤدي نقل الدم المتعدد وعدم فاعلية تكوين كريات الدم الحمراء وزيادة امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي، إلى زيادة كمية الحديد في الجسم، كما يؤدي الحديد الزائد إلى إضعاف الجهاز المناعي، ما يعرض المرضى لخطر أكبر للإصابة بالعدوى والمرض، ويعاني مرضى الكلى من صورة أخرى من صور الحرب المركبة، وذكرت وزارة الصحة بغزة في مؤتمر صحفي عن تداعيات نقص المستهلكات الطبية في أقسام الغسيل الكلوي أن 1200 مريض بالفشل الكلوي مهددون بخطر الحرمان من تلقي جلسات الغسيل، وبالتالي دخولهم في مضاعفات صحية خطرة.
وأوضحت وزارة الصحة أن مراكز غسيل الكلى باتت مهددة بالتوقف عن الخدمة، ولفتت إلى أن المرضى الذين أجروا عمليات زراعة كلى بحاجة ماسة إلى تعزيز الأدوية التي تساعدهم على الحفاظ على عملية الزراعة وتجنيبهم المضاعفات التي قد تعيدهم إلى أجهزة غسيل الكلى، لافتةً إلى أن قسم غسيل الكلى للأطفال في مستشفى الرنتيسي الوحيد في قطاع غزة، بحاجة ماسة إلى توفير الأنابيب والمستهلكات الطبية الخاصة للأطفال المرضى البالغ عددهم 35 طفلاً.
وأدى نقص الأدوية وسوء التغذية وانهيار المنظومة الصحية، وقد فاقمت الحرب معاناة مرضى السرطان ومرضى الضغط والسكري والأمراض المزمنة الأخرى.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News
