“عاملة السبعة وزمّتها”.. فما هي السبعة التي فعلتها؟!!!

أخبار حلب _ سوريا

لطالما استخدمنا العديد من الأمثال في أماكن لم تطلق لذات السبب الذي نحن نطلقه عليه، ودون معرفة القصة نطلق المثل على حسب فهمنا؛ وعلى سبيل المثل: “عامل السبعة وزمتها”، فما إن نسمع هذه العبارة، حتى يرد إلى ذهننا أن من يطلق عليه هذا المثل قد فعل معاصٍ كثيرة، ويأتي ذلك لارتباط الرقم سبعة في هذا التعبير بالفواحش السبع أو ما يُعرف بالكبائر السبع.

ومن ناحية أخرى، فإن للرقم سبعة، بشكل عام، دلائل واستخدامات عدّة، فمن منكم لم يسمع بـ”سابع المستحيلات”، العجائب السبع، وللهرّة 7 أرواح، حتى أن للموسيقى 7 نوتات، كما أنها إشارة ورقم للنصر.

وأما الذمّة فهي إثبات الشيء، أي إثبات الفاحشة أو العمل الذي قام به الشخص المعني، فتصبح “السبعة وذمتها”، هي ارتكاب إحدى الكبائر وإثباتها، على رغم أن استخدامها اليومي، لا يستدعي كلّ هذه التأكيدات، إذ أصبحت “كلمة ومنقالة”.

إلا أن قصة المثل الأصليّة بعيدة كل البعد عن المعاصي، وهي حسب ما ذكرها الأستاذ ساطع الحصري بكتابه “كلام العوام بفضل أهل الشام”، أنه في دمشق بزمن الوالي العثماني المصلح “مدحت باشا” كان في خياطة بحي القنوات اسمها “ميرفت” مشهورة بشطارتها وكان الناس تسافر حتى من منطقة الميسات والمهاجرين لتخيط عندها.

وأضاف أنه مع الإصلاحات التي قام بها “مدحت باشا” أصبحت تصل صور الملابس من أوروبا والموضة كانت وقتها الفساتين قبة سبعة مفتوحة والخياطة ميرفت كانت اول وحدة تعلمت كيف تعملهم وبعد فترة انتشرت الموضة وتعلموا كتير من الخياطات كيف يعملوا فساتين القبة سبعة المفتوحة.

وذكر أن المفاجأة أن هذه الموضة انتهت وأصبحت الموضة الجديدة فساتين قبة سبعة مَزمومة، يلي كانت خياطتها صعبة وما كان أحد يستطيع أن يخيطها سوى “ميرفت” التي أصبحت مشهورة كثيراً، ففي الوقت الذي كانت الناس تذهب إليها وتبحث عنها يسألون إذا كانت هذه الخياطة تستطيع أن تخيط السبعة، فيكون الردّ بأنها تخيط السبعة وزمّتها (بحرف الزاي وليس الذال)، فيدخلوا إليها فوراً، ومن وقتها أصبحت القصة مثل شامي متداول.

ولذلك فإن جمال اللغة العربية وتعابيرها والثقافة المتنوعة، جعلت العبارات حسب التطور تأخذ المعنى الذي يعتقده المرء وما يريده وهذا كثير، فكثير من الكلمات تطور معناها من العصور حتى عصرنا الحالي، وكثير من الأمثال والأشعار والمفردات تطور استخدامها بما يناسب المواقف.

تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
 أنستغرام Aleppo News