أخبار حلب _ سوريا
كثيراً ما يتم تداول عبارة “متل بيت فستق” عندما نرى أشخاصاً يكثرون من مدح ومعزّة بعضهم البعض لدرجة تتخطى المنطق، فمن أين جاء هذا التشبيه؟!
إن هذا التشبيه يعود لقصة حقيقة، وليس مجرد تشبيه تتلفظه الألسنة، وجاء من آل “فستق” الذين سكنوا حي قارلق في المدينة القديمة بحلب، وقد نشأ اسم العائلة من امتلاكها لأراضٍ واسعة من أشجار الفستق، وذلك حسب ما بينه الدكتور “صبري الطباخ” في كتابه الشهير “أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء”، حيث ورد في هذا الكتاب أيضاً بعضُ أسماء جدود هذه العائلة، التي تمتدُّ جذورها إلى 850 عاماً.
وقد كان لعائلة “فستق” ذات جذور حلبية قديمة، ولها امتدادٌ في دمشق ولبنان ومصر والسعودية والولايات المتحدة، وإنَّ هؤلاء الأشخاص الموجودين في المهجر لا تزال لهم اتصالات مع أفراد عائلتهم في حلب، وهناك الكثير من الناجحين في أعمالهم من عائلة فستق.
وحسب ما تناقلت الأخبار؛ فإن بيت “فستق” كانوا يجمعون بعضهم بالأعياد للزيارات والمعايدات، وعند زيارة أي بيت ويتم فتح الباب، يقول أحدهم لكبيرهم تفضل، فيرد عليه لا من اليمين، ويحلف الثاني لا والله إلا لتتفضل، ويعود فيرد عليه والله ما بتدخل إلا أول.
ولم تكن هذه المجادلات اللطيفة كلمتين وينتهي الأمر، فقد كان الأمر هذا يستمر لدقائق وبشكل غريب، وإضافة لذلك كانت هذه العائلة مشهورة بصوت أبنائها الجهوري، لدرجة كان الجيران يخرجون على أصواتهم، ليعرفوا ما القصة، فكل ظنّهم أن هناك مشكلة كبيرة.
ولكن الجواب المفاجئ بأنه لا يوجد مشكلة ل “بيت فستق عم يعزوا بعض”، ومع تكرار الأعياد والزيارات، تعودت الناس على عادة بيت فستق، وبدأ نضرب بهم المثل على نطاق ضيق في حي قارلق بالمعزّة والاحترام الزايد، ومن ثم انتشر المثل لكل حلب، حتى اليوم بمدن سوريّة يعرفون قصة بيت فستق.
ويأتي جمال القصة بأنها تظهر المحبة والمودة إضافة إلى الاحترام الذي كان يعيش به أهالي حلب، وإن كان هناك مبالغة في معزة “بيت فستق” لبعضهم، إلا أنها تراث جميل ومميز يضفي على “قعدة الأحبة” رونقاً جميلاً يتخلله الضحك والابتسامات، ولولا آل فستق المبالغين بمحبتهم، لما عبّرنا عن محبة بعضنا للآخر بطريقة جميلة وفكاهية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News