أخبار حلب _ سوريا
تأتي جمالية الأمثال المنقولة والمحكية في عصرنا الحالي؛ أنها تطبق على كل ما يناسب سياق الأحداث، ورغم أن لكلّ مثلٍ رواية، إلا أننا لا نبحث عن الحكاية الأصليّة ما دامت “زبدة الحديث” تطابق الفعل.
ومن هذه الأمثل “اللي بيعرف بيعرف، واللي ما بيعرف بقول كف عدس”، حيث يطلق هذا المثل على كل الأشياء التي تحصل بين شخص وآخر، ويأتي شخص ثالث يعطي نصائح وعِبر وهو لا يعرف ماذا يجري، فتأتي كلمة “آآآآخ اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بقول كف عدس”، فما هو كف العدس المقصود بالمثل، وما قصته؟!
وفي أصل الحدث.. يحكى أنه كان هناك شاب وفتاة يسكن كلاً منهما بجانب الآخر، وكانا يحب كلاً منهما الأخر حباً شديداً، ولكن والد الفتاة لم يوافق أن يزوج ابنته لذلك الشاب، وكان يريد أن يزوجها لابن عمها.
وقد استمر الشاب والفتاة في حب بعضهما وكانا يتقابلان كل يوم حيث تصعد الفتاة إلى سطح المنزل، متحججةً بتنظيف العدس من الحصى والقش، فتصعد كل يوم في نفس الميعاد لتنظيف العدس، فيأتي ذلك الشاب ليتبادل الحديث مع حبيبته دون علم والدها واستمرا على هذه الحال فترة طويلة من الزمن، إلى أن رآهما ابن عمها الذي كان يريد الزواج منها فذهب وأخبر والدها بما رأى، فجن جنون الرجل.
وما كان من الأب إلا أن يأخذ سكيناً ويصعد إلى السطح ناوياً قتل الشاب، وعندما رأى الشاب ورأى الشر في عينه والسكين في يديه، ملأ كفيه بالعدس الموجود على السطح، الذي كانت تتحجج حبيبته به لتصعد إليه وقفز من سطح المنزل، وأخذ يجري، فقفز والد الفتاة ورائه وركض ورائه، شاهدهم أهل القرية.
وفي هذه الأثناء؛ رأى أهل القرية المشهد ولكن دون معرفة الحقيقة، فهم يرون مجرد شاب يحاول الهروب وفي يده بعض العدس، بينما رجل بيده سكيناً يجري وراءه، وكلما رأى أحدهم المنظر يندهش ويقول: من أجل بعض العدس سوف يقتل الشاب؟؟
وكان والد الفتاة يسمع كلمات أهل القرية ولكنه غير قادر على قول ما حدث، كي لا يسيء إلى سمعته وسمعة ابنته، وبعدما هرب الشاب عاد والد الفتاة وعندما سمع كلمات أهل القرية مجدداً قال الجملة الشهيرة: “اللي بيعرف بيعرف، واللي ما بيعرف بيقول كف عدس”.
وفي رواية أخرى، تدور أحداثها حول حادثة وقعت في إحدى الحارات الشعبية عندما قفز لصٌ إلى منزل أحد السكان بقصد السرقة، فشاهد اللص كيس عدس، فقلّبه بيده وأخذ منه القليل.
وفي هذا الوقت شاهدت صاحبة المنزل اللص وهو يحمل حبوب العدس بيده فصرخت وخرج زوجها عند سماعه ذلك، وشاهد الرجل اللص وهو يهرب حاملاً العدس في يده، ولأن اللص رأى المرأة دون حجابها لحق به الزوج وشاهده الناس.
إلا أنه لم يأخذ الناس بالاً بموضوع كشف اللص لزوجة الرجل وقصد السرقة، فقالوا كل هذا الصراخ من أجل كف عدس؟!، فقال رجل حكيم وقد شاهد الموقف” اللي يعرف بيعرف واللي ما بيعرف بقول كف عدس”.
ومن هنا نستنتج أن أغلب الأحداث التي يطلق عليها هذا المثل، يكون وراءها قصة غير مكتملة للسامع والرائي، وأراد التحدث عن الأجزاء التي وصلت إليه فقط دون الوصول للبداية، وإن لم تكن تعلم وقلتَ “كف عدس”، فالآن علمت.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News