قامت الحرب وانتشرت الفوضى في كل مكان، وبدأت سوريا تعاني وتقاوم وتنزف ألماً، وتخسر أبناءها واحداً تلو الآخر، وذاك في سبيل حماية أراضيها، أعوام كثيرة قد مضت، وأصوات وقع القذائف مازال أثرها في النفس يؤلم، رغم كل هذا سورية تصمد وشعبها يقاوم كل شيء.
هنا بدأت أمريكا وحلفاءها يبحثون في شيء يضعف هذه القوة التي يحملها الشعب السوري ويكسر ذاك الصمود العجيب في قلب أبناء سوريا.
فخرجوا بما يسمى الحصار الاقتصادي ليقتلوا به إرادة السوريين، خنقوا على الدولة وعلى شعبها، فبدأ الارتفاع الرهيب في الأسعار، أطعمة، مشروبات، أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، حتى وصل الأمر للوقود، فترك هذا تأثيراً على التدفئة والمواصلات.
فإذا وجد السوري حلاً للتدفئة شتاءً غير الوقود يُمضي به أيام شتائه البارد، فكيف يمكن للمواصلات أن تؤمن؟!
وإذا بحثنا جيداً ومشينا في الشوارع، لرأينا أن بعض السائقين يستطيعون تأمين مادة الوقود من محطات وقود حّرة في ضواحي المدن.
إذاً فالحصار لم يكن إلّا سبباً أولياً ليظهر فساد المسؤولين في محطات الوقود الأساسية، وتلاعب السائقين معهم، واستغلال المواطنين الذين سيبذلون ما بوسعهم للوصول لأشغالهم من عمل ودراسة، رفعوا أجرة التوصيل، ولم يعد يملأ أعينهم المال المجني من الرّكاب.
فذهبوا لطريقة النقل الخاصة بالتعاقد مع المدارس والشركات، وهنا المصيبة، فبعض الموظفين بأعمال حرّة غير تابعة لشركة، أو طلاب الجامعات لم يعد لديهم وسائل نقل كافية متاحة لهم أثناء ذهابهم لأشغالهم.
فأصبحوا ينتظرون بالساعات على مواقف الباصات وفي الشوارع، وإذا جاءت سيارة أجرة، فإنها تطلب مبلغاً يعجز الغالبية عن دفعه، وإن وجد المواطن حلّاً بالتشارك في الدفع مع غيره، فيطلب منهم دفع أكثر، مع نظرات استهزاء، كأن الأرض لهم، والشعب زيادة عليها.