حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 150 ألف فلسطيني في مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة لليوم الثالث على التوالي حيث تنتشر بكثافة فيهما. وتقوم بشن حملات مداهمات واعتقالات واسعة، فيما قطعت أوصال أحياء مدينة القدس، وقيدت حركة الفلسطينيين فيها لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وبدورها أكدت الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال يؤدي إلى تآكل ما تبقى من مصداقية الأمم المتحدة.
لافتةً إلى أن عدم محاسبة الاحتلال والامتناع عن تنفيذ قرارات الشرعية يهدد بتحويل المنظمة إلى منتدى عالمي غير فاعل.
مشددةً على أن اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، وما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية جزء لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة على القدس، وهويتها وواقعها الحضاري التاريخي، والوجود الفلسطيني فيها لفرض واقع تهويدي جديد يخدم مخططات الاحتلال الاستعمارية.
ومن جهة أخرى اعتبر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي أن ممارسات الاحتلال العدوانية في عناتا ومخيم شعفاط ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، مطالباً بتدخل دولي عاجل لرفع الحصار وتوفير الحماية للفلسطينيين.
والجدير بالذكر بأن ألف مستوطن اقتحموا الأقصى اليوم، إضافة إلى المئات خلال الأيام الماضية بحماية قوات الاحتلال التي اعتدت على المرابطين في الأقصى والعاملين فيه، واعتقلت عدداً منهم في اعتداء سافر على المقدسات وحرية العبادة، مشيراً إلى أن الاحتلال حول القدس والطرق المؤدية إلى الأقصى إلى ثكنة عسكرية لمنع وصول الفلسطينيين إليه.
ويذكر أن هذه الاقتحامات جزء من مخططات الاحتلال لتهويد الأقصى وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه، وذلك في إطار عملياته المستمرة لتهويد القدس، مشدداً على أنه رغم إجراءات الاحتلال التعسفية والعدوانية يستمر الفلسطينيون بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وسيفشلون مخططاته التهويدية.
بدوره بين رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن اعتداءات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي مقدمتها الأقصى مساس بحرمة دور العبادة، مؤكدا أن القدس ستبقى عربية والعاصمة الأبدية لفلسطين، رغم محاولات الاحتلال الرامية لطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من هويتها.
وقال المطران حنا: باسم الكنائس المسيحية في القدس وسائر الأرض المقدسة ندين جريمة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في الأقصى، فالاعتداء عليه اعتداء على كنيسة القيامة، مشيراً إلى أن الاكتفاء ببيانات الإدانة وصيغ التعبير عن القلق غير كافية لوقف جرائم الاحتلال واعتداءاتها، وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته والتدخل العاجل لوقفها.