أخبار حلب _ سوريا
لا يتوقف العدو الصهيوني عن بث بروباغندا خاصة به، يحاول بها اللعب على الحبال، وآخرها ما تحدث عنه إعلامه عن وقف إطلاق النار في لبنان، محاولاً إقناع الجمهور بأن هذا الوقف سيكون بدعم أمريكي كبير، وذلك ليخرج من الحرب بأقل الخسائر، علماً أن لبنان بمقاومتها وشعبها قد دفعا الكثير.
حيث تخبّئ حكايات الإعلام الصهيوني وأبواقه عن وقف إطلاق النار في لبنان خلفها مصالح صهيوأمريكية هدفها الوصول لعدد كبير من النقاط دون تكاليف، علماً أن قضية وقف إطلاق النار ليست خطيرة جداً في نظر المقاومة، ولكن ما تتضمنها من بنود تقترحها أمريكا والصهاينة أسوأ حتى من “الاستسلام”.
فقد بلغت المناورة الأمريكية الصهيونية ذروتها مع تسليم السفيرة الأمريكية في بيروت “ليزا جونسون” مسودة ” اتفاقية وقف إطلاق النار” إلى رئيس البرلمان اللبناني “نبيه بري”، ليتبين أن هذا المشروع هو في الواقع نتيجة تفاهم أمريكي صهيوني أحادي الجانب بشأن الترتيبات الأمنية التي طلبها العدو، وقد قدمها الأمريكيون على شكل عرض للبنان، إلا أن هذا الاقتراح ببنيته يعتبر شكلاً من أشكال الابتزاز الذي يجب على لبنان أن يقبله أو أن الكيان سيواصل الحرب بسرعة أكبر وكثافة أكبر في الأشهر المقبلة.
في حين كان الجانب الصهيوأمريكي يحاول الإيحاء بأن الكرة في ملعب لبنان فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، ووفقاً لما تم الكشف عنه من مناقشات، فإن هذا الطرح للقرار 1701 يشكل آلية جديدة لـ”مراقبة القرار وضمان تنفيذه”، وبحسب ما كشفته المصادر الدبلوماسية عن فحوى الاقتراح، فإن العدو “يشترط ضمانات دولية لاستكمال انتشار الجيش اللبناني وتعزيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تراقب المعابر الحدودية”، وتدمير المنشآت العسكرية لحزب الله فوق الأرض أو تحتها.
وأما بالنسبة لإعلان وقف فوري وشامل لإطلاق النار، فإنه يشترط أن يبدأ الجيش اللبناني بنشر قوات إضافية في جنوب لبنان وينسحب العدو الصهيوني من جميع المناطق اللبنانية التي دخلها بعد الهجوم البري، وفي الوقت نفسه يتم فيه تعزيز عدد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، كما سيتم تعزيز انتشار الجيش اللبناني في هذه المنطقة تدريجياً وسيتمركز 9000 جندي في جنوب لبنان.
وفي هذا بينت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أن مفاوضات جدية تجري بين نبيه بري والأمريكيين بشأن وقف إطلاق النار بين العدو الصهيوني ولبنان، لكن كما يقول الصهاينة فإن العمل لم يصل إلى مرحلته النهائية، كما أن النقاط غير المحسومة تتعلق بتشكيل لجنة دولية تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولة عربية رابعة محتملة يقال إن الأردن مشارك فيها، لمراقبة تنفيذ القرار 1701 بجميع جوانبه.
ولكن المشكلة الأساسية تتعلق بعضوية الدول الأجنبية في لجنة المراقبة هذه، وطبيعة الدور المنوط باللجنة ودورها والجهة التي ستوكل إليها هذه المهمة، لأن هناك مهام يعتقد العدو الصهيوني أنه وحده القادر على القيام بها، وبالإضافة إلى ذلك يريد ضمانات براً وبحراً وجواً، والكيان الصهيوني يصر على أنه إذا لم يلعب الجيش اللبناني دوره المنشود فإن هذا الاتفاق سيلغى ومن ثم سيستأنف هجماته على لبنان.
ومن خلال ذلك؛ يدور السؤال المهم والذي يجب أن نركز به جيداً، وهو السؤال عن الدوافع التي تدفع الكيان الصهيوني على طلب وجود الجيش اللبناني، فهل يعتقد أن وجود الجيش اللبناني بدلاً من رجال المقاومة سيكون أقل خطورة عليه؟ أم هناك مخططات يحيكها بخبث مع داعمه الأمريكي، ويريد من المقاومة اللبنانية أن تكون بعيدة حتى ينفذها براحته، فالكيان الذي يتعجل بوقف النار بشروط، حتماً لا يريد الانسحاب ولا يريد وقف النار!!
تابعنا عبر منصاتنا :