أخبار حلب _ سوريا
مازالت أمريكا تعتقد بأنها ستفعل ما تفعله في العالم دون أن تتأثر، أو أنها ستكون في حالة استقرار بعيداً عن الصراعات التي تكون هي سبباً رئيسياً فيها، وإحدى أكبر الصراعات التي تشهدها أمريكا هي صراعات السلطة، وكأن من يترك الحكم الرئاسي سينتقم ممن أخذ الحكم بعده، وهذا ما بدا واضحاً في آخر انتخابات رئاسية في أمريكا، حيث توّضحت الصراعات على العلن، وليس هذا فحسب، بل آخر الرؤساء “بايدن” بدأ يحيك المكائد لخلفه “ترامب” وذلك في الضوء الأخضر الذي أعطاه لأوكرانيا ضد روسيا.
بعد رفض لأشهر.. إعطاء ضوء أخضر أمريكي!!
وفي هذا السياق؛ كشفت مصادر مطلعة عن تغيير كبير في السياسة الأمريكية، إذ قررت إدارة الرئيس “جو بايدن” رفع القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة الأميركية لضرب عمق الأراضي الروسية، حيث تعتزم أوكرانيا شن أول هجوم بعيد المدى خلال الأيام المقبلة، دون الكشف عن تفاصيل الهجوم حفاظاً على السرية الأمنية.
وقد أفاد مسؤول أمريكي أن أمريكا أعطت الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى التي سبق أن زودتها بها، كاشفاً أن هذا القرار يأتي بعد أشهر من الطلبات الأوكرانية التي قدمها الرئيس “فولوديمير زيلينسكي” للسماح باستخدام هذه الأسلحة لاستهداف مواقع عسكرية روسية، ومن المتوقع أن تستخدم أوكرانيا صواريخ “أتاكمز”، التي يصل مداها إلى 306 كيلومترات، في هجومها المرتقب.
علماً أن البيت الأبيض قد رفض لأشهر طلب اوكرانيا بمنحها تلك الأسلحة، خوفاً من أن يكون ذلك تصعيداً، لذلك كان هناك شكّاً في موافقة “بايدن” على الطلب في هذا الوقت، قبل تنحيه عن الكرسي وتسليمه لـ “ترامب”، وقد كان طلب أوكرانيا للحصول على صواريخ هيمارس ودبابات أبرامز وطائرات إف-16 – كلها تتبع نمطاً مشابهاً من الرفض والمماطلة، ومع الموافقة فمن المعتقد أن “ترامب” سيرث حرباً أصبحت المخاطر فيها أعلى بكثير.
بحجة كوريا الشمالية.. أمريكا تغيّر سياستها
وإضافة ذكرت صحيفة “فاين شيال تايمز” البريطانية، أن موافقة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” على السماح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع تُحدث تحولاً كبيراً في سياسة واشنطن حيال ملف أوكرانيا بعد نشر جنود من كوريا الشمالية في الحرب، معتقدةً أن هذه الخطوة من جانب “بايدن” تأتي رداً على نشر آلاف الجنود الكوريين الشماليين لدعم روسيا في عملياتها في أوكرانيا، وبعد سلسلة من الضربات الجديدة التي شنتها موسكو على المدن الأوكرانية في نهاية الأسبوع.
كما أضافت أنه من المرجح أن تستخدم أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع لأول مرة لاستهداف القوات الروسية والكورية الشمالية في منطقة كورسك الروسية، حيث استولت القوات الأوكرانية على أراض خلال الصيف الماضي، وقد سمح “بايدن” لأوكرانيا باستخدام HIMARS، وهو نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة أمريكي الصنع، لضرب أهداف داخل روسيا.
من جهته أكد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن دول “الناتو” لا تناقش فقط إمكانية استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة بعيدة المدى ضد عمق روسيا، بل تناقش المشاركة المباشرة في الصراع في أوكرانيا، موضحاً أنه عندما يتعلق الأمر باستخدام أسلحة غربية عالية الدقة وبعيدة المدى ينبغي أن يكون مفهوماً أن مثل هذه العمليات تتمّ بمشاركة عسكرية من دول “الناتو”، حيث إنها وحدها القادرة على القيام بمهام توجيه أنظمة الصواريخ.
وقد شدد على أن المشاركة المباشرة للغرب في المواجهة في أوكرانيا ستغيّر جوهرها بشكل كبير وستعني أن دول الناتو أصبحت في حالة حرب رسمية مع روسيا، وأما وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” فبيّن أن الحديث عن قصف القوات الأوكرانية لعمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية هو لعب بالنار وقد يسفر عن عواقب خطيرة.
ختاماً..
إن إعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر في وقت مثل هذا بعد رفض مستمر لأشهر باعتراف أمريكا، هو محاولة “بايدن” إيقاع “ترامب” في الفخ قبل أن تنحيه، حيث سيكون “ترامب” في قلب صراع عالمي تسببه “بايدن” ووضع فيه خلَفه في رأس المدفع، في وقت تكون به أمريكا اتخذت قراراً كبيراً بخصوص حرب مع روسيا لا تستطيع إلغاءه مع رئيس قد جلس جديداً على كرسي الرئاسة، فيقع “ترامب” في نار أعدها “بايدن” له لن يستطيع الخوض بها لأنها ليست خياره، ولا أن يرفضها لأنه من غير المسموح له أن يلغي قرارات ومازال جديداً على الكرسي.