أخبار حلب _ سوريا
عندما يتم الحديث عن شمال شرق سوريا، ويخرج أردوغان بتصريحات حول دخول أو خروج أي قوات محتلة غيره، فيجب أن نضع إشارات استفهام وخطوطاً عدة لهذه التصريحات، فأي حديث يتحدث به فإنه على وجه الأكيد لا الظن؛ بأنه يصب في مصالح تركية تلعب نفسها على سرقة أكبر عدد ممكن من الأراضي السورية وضمها لتركيا، فكما تم سلخ اللواء وغيره من مدن سورية سرقتها تركيا من قرون مضت تتطلع تركيا للمزيد.
حيث جدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” تصريحاته المتعلقة بالواقع الميداني في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي المحتمل من الأراضي السورية، بعد فوز “دونالد ترامب” بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ صرّح بأن تركيا مستعدة للتعامل مع الواقع الحالي والوضع الجديد الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا، وأمننا القومي يأتي قبل كل شيء.
علماً أن أنقرة تعتبر ميليشيا “قسد” تنظيم إرهابي وترى بوجودها في مناطق شمالي شرقي سوريا تهديداً لأمنها القومي، حيث بين “أردوغان” بأن تركيا عازمة على جعل الإرهاب من الماضي ولا نتسامح مع التنظيمات التي تهدد تركيا من خارج حدودنا، وبعد يوم واحد من فوز “ترامب”، أكد نيته بحث انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مع الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”.
وليس من الغريب أن يصرح أردوغان مثل هذه التصريحات، فكيف لا يسعى بكل جهده أن يخرج الاحتلال الأمريكي من سوريا وأمريكا تقف بحلقه كالشوكة التي تؤلمه مع كل شهيق وزفير يأخذه، وبالتأكيد هو لا يحاول بكل طاقته التودد من “ترامب” من أجل تحرير الأراضي السورية الاحتلال حباً بسوريا، ولا حتى خوفاً على نفسه من الإرهاب الذي يتحدث عنه، إنما طمعاً بأن يبقى المجال أمامه مفتوحاً ليبسط نفوذه العثماني على هذه المناطق.
وصحيح أن “أردوغان” يلهث لإصلاح علاقاته مع سوريا، لكنه بذات الوقت لا يخطط للخروج من سوريا، ولا يفعل ما يجب فعله لإصلاح العلاقات السورية التركية، وما يؤكد ذلك أنه يحاول عسل ألفاظه مع “ترامب” بأنه لا جدوى من إرسال المال لميليشيا “قسد” وتأييد كلامه من الأخير، حيث أنه لمّح إلى احتمال شن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا قائلاً: “لنتأمل منطقة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، لماذا نتخذ الخطوات اللازمة مع قواتنا الأمنية في القامشلي؟ لأننا نقول: دعونا ندمر جذور هذه المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني – وحدات حماية الشعب الكردية) هناك، وحققت قواتنا ومخابراتنا تقدماً كبيراً ونتائج جيدة للغاية هناك”، كما وصف استمرار نقل الأسلحة إلى ميليشيا “قسد” بأنه إهدار للمال، ليجيب “ترامب” بقوله: “أنت على حق، هذا أمر سخيف”.
ليس غريباً على “أردوغان” أن يصطنع مفرداته لتحقيق مآربه، نحن نؤكد أن “قسد” هي ميليشيا إرهابية ويجب القضاء عليها، لكن أن يخرج هذا عن دولة تريد طرد جميع المحتلين والقضاء على جميع أشكال الإرهاب في أرضها، يختلف جداً عن دولة حاربت هذه الدولة لسنوات طوال، بل وحرّضت شعبها للقيام بفوضى كبيرة وحجج لا تدخل بالعقل، لذا فإن ذلك كلّه فقط من أجل طرد محتل ليأتي محتل آخر، فتركيا هنا لا تختلف أبداً عن أمريكا التي جاءت إلى سوريا لذات الأسباب التي تضعها تركيا، ألا وهي محاربة الإرهاب.
ختاماً..
إن الجميع يعلم جيداً بأن لا أمريكا جاءت لتحارب الإرهاب بل هي ما صنعته، وتركيا لم تنشر قواتها داخل الأراضي السورية لمحاربة الإرهاب وحماية حدودها، إنما كانت إحدى الفرص لدخول أراضي سوريا بذرائع واهيّة، فخلال أكثر من عشرة أعوام، حاربت سوريا مع قواتها الرديفة بكل قوة لدحر الإرهاب وإعادة المناطق السورية المسلوخة منها إلى حضنها مجدداً، دون مماطلة أو حتى وضع حجج ومطالبات ما أنزل الله بها من سلطان.
تابعنا عبر منصاتنا :