أخبار حلب _ سوريا
من أكبر المحافظات السورية مساحةً، تقع وسط سوريا وتقسم البلد إلى شطرين حيث تمتد من حدود العراق إلى لبنان، وهي أهم المدن وسط سوريا يمر فيها نهر العاصي الذي يعدّ مورداً طبيعياً هاماً لمدن وقرى وبلدات هذه المحافظة متنوعة التضاريس حيث فيها السهول والجبال والوديان والبادية، وتضم المحافظة الكثير من المدن والمناطق والبلدات.
مدينة حمص؛ تتميز بموقعها الفريد من البحر المتوسط والساحل السوري والجبال والغابات والبادية في الشرق ونهر العاصي وانتشار الآثار الكثيرة والمناطق التاريخية والقلاع والحصون وجمال الطبيعة الخلابة في مناطق حمص والمصايف الرائعة والينابيع والشلالات وازدهارها الكبير وموقعها كممر لمدن كثير في شمال وغرب سوريا وتميز وغنى أسواقها وخاصة في وسط مدينة حمص جعل منها مناطق اصطياف رائعة في بلداتها ومصايفها حيث تنتشر الفنادق والمطاعم والمنتزهات الفريدة في كافة مناطق المحافظة ويقام في مدن ومناطق محافظة حمص الكثير من المهرجانات.
كما تتميز بالكثير من الأسواق والشوارع التجارية المميزة، ومن أهم هذه الشوارع هو شارع الحضارة، وكان الشارع الفاصل بين حي عكرمة وحي النزهة، ولم يكن شارعاً تجارياً بل كان مجاوراً لثكنة عسكرية للدبابات، ومع انتقال الثكنة العسكرية وتوسع العمران تحول تدريجياً لأهم مركز تسوق في جنوب حمص.
حيث يبدأ الشارع من امتداد شارع الوحدة مكان وجود جامعة البعث، ويبدأ بدوار الرئيس، ثم يمتد ليصل إلى دوار النزهة ويتجه في ثلاث شوارع رئيسية: شارع الجلاء (يصل لأحياء العدوية وكرم اللوز)، أوتوستراد الأهرام (يصل لأحياء كرم اللوز، وادي الذهب)، شارع النزهة (يصل لحي النزهة)، وفي الثلث الأخير من الشارع يتقاطع مع شارع العشاق، وامتداده المؤدي لحي الخضر.
وقد بلغ عدد المحلات في الحي ما يزيد عن300 محل تجاري، يتركز نشاطها على بيع الألبسة والأجهزة الإلكترونية والمجوهرات، إضافة لوجود عدد كبير من المقاهي والمطاعم، ويمتاز الشارع باتساعه مما لا يسبب ازدحاماً كبيراً، ومن أشهر العلامات التجارية والخدمية: “جامع الصفا (نهاية الشارع)، مركز خدمات شركة سيريتل للاتصالات، مركز خدمات شركة إم تي إن للاتصالات، منفذية الحزب القومي السوري الاجتماعي، معهد الأمل للتعليم الخاص، محطة إطفاء لجنوب حمص، بنك بيمو السعودي الفرنسي، بنك عوده (سوريا)، شركات نقل وشحن وتحويل أموال (الهرم، القدموس، العنكبوت …وغيرهم)، مطاعم ومطاعم وجبات سريعة (نيو مون، لاروشا.. وغيرها)، مقاهي (فري غيرل، وناسة، ساروجا، باب شرقي.. وغيرها)، وكالات مبيع أجهزة إلكترونية (رجا تك، الأوائل، موبيكول، البرج، ديكران… وغيرها)، محال بيع ألبسة وإكسسوارات، محال بيع مجوهرات ومصوغات ذهبية”.
وإضافة لكونها مركز تجاري مهم، يلجأ الأحباب إليها في كل زمان ومكان في شتى بقاع العالم إلى الهرب من أعين الناس للقاء المحبوب في غفلة منهم، أو تحت جنح الظلام لكسر طوق الحصار الاجتماعي، حتى وإن تطلب لقاؤهم السير لمسافات طويلة بظروف جوية عاصفة، فأطلق على أماكن اللقاء أسماء تظهر شدة هذا الحب.
وقد أطلق على شارع الحضارة أيضاً اسم شارع العشاق، وذلك لهدوئه واتساعه فشكّل ملاذاً ومكاناً للعشاق من أبناء الحي وبقية الأحياء المجاورة ممن كانوا يتقاطرون منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من المساء للقاء من يحبون، إضافة لولادة العديد من قصص الحب فيه التي تداولها سكانه عبر الزمن.
وقد تعرّض الشارع خلال سنوات الحرب للعديد من التفجيرات وقذائف الهاون والصواريخ التي سببت ضرراً كبيراً بالعديد من الأبنية والمحال التجارية، لكن الحركة والحياة عادتا إليه بعد انسحاب المسلحين من المدينة، ويمكن القول إن شارع العشاق “الحضارة” في حمص يمثل اليوم أحد أهم معالمها دون المبالغة في ذلك فهو نقطة علام تنافس الساعة الجديدة في مركز المدينة، فكل من يزور حمص عليه أن يمر به أو بقربه ليرى عشاقه يملؤون ثناياه.
ختاماً فإن هذا الشارع، هو أحد الأماكن المميزة والراقية في مدينة حمص، والتي لا تختلف عن حلب بآثارها وأبنيتها فكما كان لمدينة حلب تنوع حضاري وثقافي وعمراني، كان لمدينة حمص كذلك، وهذا ما يجعل سوريا محبوبة لدى زوّارها، لما تملكه مدنها من آثار وأحياء تشد السيّاح إليها، كما جعلها تحت أنظار أعدائها ليسلبوها جمالها وثقافتها.
تابعنا عبر منصاتنا :