أخبار حلب _ سوريا
لن يخرج العدو الصهيوني من شمال فلسطين المحتلة، ومن حرب جنوب لبنان إلا بخسائر فادحة وفاضحة لم يحسبها أبداً، فلطالما ظنّ أن العملية البرية في جنوب لبنان سهلة وستنتهي بسهولة، لكن لم يكن يعلم أن المواجهة مع رجال الله ستكون صعبة وحازمة إلى هذا الحد، كما لم يكن متوقعاً أنه إن لم يواجه رجالاً بسواعد قاتلة فإن الكمائن ستكون بالمرصاد.
ففي جنوب لبنان وبأحد الكمائن يوم أمس؛ قُتل مؤرخ وجغرافي شهير لدى العدو الصهيوني “زئيف إيرليتش”، والذي دخل إلى الجنوب اللبناني بطريقة “انتهك بها الأوامر العملياتية”، وهذا باعتراف الصهاينة، وهو بعمر 71 سنة، كان في منطقة عملياتية تبعد 5 إلى 6 كيلومترات عن الحدود، وتطل على مدينة صور والسهل الساحلي الجنوبي للبنان، منشغلاً بعملية مسح لقلعة قديمة قرب قرية “شمع” البعيدة 105 كيلومترات عن بيروت، وتقريباً 18 عن صور، حين فاجأه عناصر من “حزب الله” بقذائف أردته قتيلاً أثناء مرافقته لجنود صهاينة، في حادث وصفه الجيش الصهيوني بأنه “خطير وغير عادي” وذلك لأن “إيرليتش”، الذي كان يحمل سلاحاً شخصياً ويرتدي ملابس عسكرية ومعدات واقية، وهو مدني كان إلى جانب العقيد “يوآف ياروم” رئيس أركان لواء جولاني.
وفي الوقت الذي كان فيه “ياروم” الذي فقد ساقه في القتال بلبنان قبل سنوات، يزور موقعاً قتل فيه جندي صهيوني في وقت سابق، كان “إيرليتش” يقوم بمسح القلعة القريبة من مسجد يقع على سلسلة تلال مرتفعة، وعندما أطلق اثنين من المقاومة اللبنانية “صواريخ من مسافة قريبة” قتل “إيرليتش” الذي بدأ الجيش الصهيوني يحقق بظروف وجوده، لمعرفة إذا كان هناك لأغراض أثرية أو كجزء من مهمة عملياتية.
إذ إن النتائج الأولية تشير إلى أن دخول المؤرخ إلى المنطقة “انتهك الأوامر العملياتية” علماً أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها ضباط الجيش الصهيوني إلى جنوب لبنان في الأسابيع الأخيرة، كما تبين أن المقاومة اللبنانية نصبت كميناً لجنود العدو الصهيوني وبينهم المؤرخ الذي تعرض لإطلاق الصواريخ “فقتله انهيار مبنى حين كان داخل مقام النبي شمعون الصفا في قرية شمع”.
ومع أن “إيرليتش” باحث تاريخي، إلا أن العدو الصهيوني لا يمتلك سوى تاريخ وحشي جرائمي، لذلك كان لا بد من أن تصطاده كمائن المقاومة، فكما يحاول مسؤولو الكيان الصهيوني تزوير حقائق آنية بفيديوهات وسيناريوهات مفبركة كاذبة، سيقوم “إيرليتش” بتزوير التاريخ والآثار، ولن يتحدث إلا بما يريده منه العدو، وأي فرد من العدو الصهيوني لا يقول الحقيقة مهما كان عمله ومهما كانت صفته.
تابعنا عبر منصاتنا :