أخبار حلب _ سوريا
لم تدخل سوريا الحرب مع العدو الصهيوني والاحتلال الأمريكي بشكل مباشر، ولم تواجهه وجهاً لوجه في الساحة، ولكن لطالما ارتقى العديد من أبنائها على يد العدو الصهيوني، فتارة يعتدي على المطارات وتارة يعتدي على الأبنية السكنية بحجج لا تنتهي، ولكن بما أن سوريا لا تواجه العدو على خطوط التماس، ولا تخوض معه حرباً كجندي مقابل جندي، فلماذا يستمر باعتداءاته عليها؟!
على ما يبدو أن للموقف وقع على النفس أكبر من السلاح، وأن الخوف من الثبات والصمود أكبر من الصواريخ، والمسيرات، وذلك لأن طريق الصواريخ واضح وبيّن، والوقوف بوجهه محتمل جداً، ولكن ماذا عن القرارات والمواقف التي تؤخذ!، لا يمكن صدّها أبداً مادام صاحبها عقلاني متمسك بكل كلمة ينطقها وبكل رأي يعطيه.
وهنا نعرف أن سوريا قالت كلمتها من زمن أنها مع القضية الفلسطينية أنها مع المحور، فسوريا لن تكون ولا بأي مجال بطرف العدو، لا تطبيع صهيوني، لا علاقات يهودية، هي تخسر الكثير نعم؛ لكن لن ترضخ ولن تبيع كرامتها وعروبتها من أجل النجاة، حوربت من أمريكا فحاصرتها اقتصادياً، حوربت من العدو نفسه فتلقّت اعتداءات واحدة تلو الواحد وبشكل أصبح شبه يومي.
طبعاً العدو الصهيوني لن يخرج ويقول أنا أضرب سوريا خوفاً من قراراتها أو لأن مواقفها قد تقضي عليه، بل ستقضي عليه، لذلك فهي تضع ذرائع غير مقبولة، فالشهداء الذين ارتقوا في العدوان الأخير على تدمر هم شبان سوريون نذروا حياتهم للوطن وفدائه، فكانوا أهلاً لهذا النداء، ذنبهم الوحيد أنهم أبطال لم يتركوا حقهم ويبيعوا وطنهم كما فعل البعض من المرتزقة.
هم قدّموا دماءهم بعدوان غادر جاء من قاعدة التّنف التابعة للاحتلال الأمريكي، أي أن أمريكا لا تحارب سوريا اقتصادياُ فحسب، بل هي مشاركة بكل قوة بهذا العدوان، أي أن دماء هؤلاء الشهداء برقاب العدو الصهيوني والاحتلال الأمريكي أيضاً.
أكثر من 51 شهيداً سورياً، أمهات يبكين فراقاً ويبتسمن شرفاً، عائلات سيكتب اسمها يوماً ما في كتب التاريخ أنهم أهل الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، في معركة الشرف والعزة لا من أجل وطنهم فقط، بل من أجل القضية من أجل القرار الذين قطعوه عهداً أن لن يكونوا إلا من أجله، فعندما كان العدوان، لم يكن فقط لأنها سوريا، بل لأنها قلب المحور وداعمة القضية.
تابعنا عبر منصاتنا :