استفاق العالم الإسلامي على مشاهد صادمة من داخل المملكة العربية السعودية المعروفة بأرض الحرمين الشريفين.
تلك المشاهد هي أشكال مرعبة لسعوديين يمارسون ما يسمى بعيد “الهولوين” والذي يُعرف بعيد “الرعب”.
ماهو عيد الهولوين، وإلى أي ديانة ترجع أصوله؟
بحسب موقع BBC العربي، فإن عيد الهولوين هو في الأساس عيز وثني، فقد حرمته الديانة المسيحية بعد ظهورها ومنعت الاحتفال به، ولكن بمرور الزمن اختلطت الأعياد في أوروبا بين الدينية والوثنية لدى الناس.
وتعني كلمة “هولوين” الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية.
حيث ذكر الموقع تفسيران لهذا العيد:
الأول: أنه في هذه الليلة كان الكهنة الدارويديون (كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا)، يقيمون عيدا.
حيث كانوا يعتقدون أن إله الموت العظيم يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة و التي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات، ويشبه هذا المعتقد نظرية تناسخ الأرواح.
الثاني: أن الموضوع له علاقة بعيد كلتي يسمى “سامهاين”، ويرتبط ببداية البرد والظلام، فوفقاً للمعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 / أكتوبر، وفي هذه الليلة تتجول أرواح الأموات، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء.
لم تكن الأشكال الجنونية المتنكرة بهيئات الحيوانات أو الوحوش المرعبة وحدها التي أثارت هلع المشاهدين في العالم العربي والإسلامي.
ولكن الخشية الأكبر من حقيقة أن تخسر السعودية مكانتها الدينية والتي باتت أقرب إلى الواقع يوماً بعد يوم، منذ أن قررت السعودية اتخاذ منحىً منفتحاً على الثقافة الغربية يحاكي عاداته ونمط حياته فأنشأت ما يعرف بـ “هيئة الترفيه”.
هل انتهى عصر الازدهار الإسلامي في السعودية؟!
تصدرت السعودية الدول الإسلامية مكانةً بين المسلمين، ولعبت دور قيادة العالم الإسلامي باعتبارها قبلة المسلمين نحو الحج والعمرة والزيارة.
عرفت المملكة العربية السعودية بمنهجها المتشدد الذي اتبعته في تحريم الكثير من المباحات وفق عقيدة (محمد بن عبدالوهاب) مؤسس الحزب الوهابي، والعالم المتشدد (ابن تيمية) ومن ذلك تحريم المرأة ركوب السيارة والتي تعد من أكثر القضايا إثارة للجدل في قانون السعودية الملكي.
وتصدرت المملكة أيضاً مشاهد الإعدامات الميدانية بالسيف للسجناء والمحكومين حتى من دون محاكمة أو مخالفة واضحة للدستور حيث لا تملك السعودية دستوراً للدولة.
ومع بداية انتشار الفكر المتطرف في العالم العربي كان أغلب الوافدين إلى ما يسمى ” الجهاد” في البلاد العربية وخاصةً سورية هم خريجو المساجد التي بنتها السعودية في أوروبا من أجل نشر الدين الإسلامي بحسب منهجهم.
وهذا ما جعل الصدمة أكبر من انقلاب السعودية رأساً على عقب وتحولها المفاجئ من التشدد الديني إلى المخالفة الشديدة والوضحة لكل التعاليم الدينية.
واستبدال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كان لها باع طويل في السيطرة على الوضع الديني في السعودية، بهيئة الترفيه المسؤولة عن فتح البارات والحانات وإقامة الحفلات الصاخبة والتي كان آخرها تنظيم الاحتفال الكبير بـ “عيد الهولوين”.
تعمد المملكة العربية السعودية على محاكاة الثقافة الغربية بكافة أشكالها على حساب مكانتها الدينية، والتي ربما توقعها في أزمات ليست في حسبان صناع القرار في المملكة.
فربما نحن اليوم أمام جاهلية جديدة تنتشر في بلاد الحجاز، كعودة ساحقة إلى الوراء تذكرنا بمشاهد فيلم الرسالة وأشكال الأصنام المختلفة التي كانت منتشرة حول الكعبة المشرفة، والتقليد الأعمى للعادات السائدة من قبل عوام الناس في تلك الحقبة بدون أي تفكير عقلاني منطقي أو أخلاقي.