أثارت إسرائيل غضب محور “المقاومة” حين استهدفت ناقلات النفط الإيرانية على الحدود السورية العراقية، والتي تحمل مساعدات إيرانية إلى لبنان، كما أثارت الغضب الشعبي الذي ينتظر انفراجات في حياته المعيشية في ظل الركود الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي والخدمي بسبب أزمة النفط التي تعاني منها البلاد.
كيف رد محور المقاومة على هذه الضربة؟ وهل يحمل المستقبل القريب حرب استهدافات لمصالح كلا الطرفين في المنطقة؟!
بعد أيامٍ معدودات على استهداف إسرائيل ناقلات النفط الإيرانية على الحدود السورية العراقية، تناقلت وسائل الإعلام خبر استهداف ناقلة نفط قبالة ساحل عُمان، حيث تعود ملكية هذه الناقلة التي تدعى “إيسترن باسيفيك”، إلى الملياردير الإسرائيلي “عيدان عوفر”.
في ضوء ذلك، رجحت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن يكون هذا الهجوم هو بمثابة ردٍ إيرانيٍ انتقامي لردع إسرائيل عن استهداف مصالح المنطقة.
كما فصلت الصحيفة العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي “عاموس هرئيل”، أن “الهجوم على ناقلة النفط، هو حدث فريد من نوعه في الفترة الأخيرة، وأصبع الاتهام يوجه إلى إيران على خلفية مكان الحادث، والهدف (سفينة مملوكة جزئياً لشركة إسرائيلية يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر)، إضافة إلى التوقيت والسياق”.
فيما توقعت الصحيفة أن هذا الهجوم هو محاولة إيرانية للانتقام على هجوم نسب لإسرائيل، بحسب تعبيرها وفيما لم تعترف إسرائيل أنها استهدفت قافلة نفط إيرانية فقد اعتبرتها قافلة سلاح إيرانية على الحدود العراقية – السورية.
لماذا تجرأت إسرائيل على استهداف قافلة النفط الإيرانية
لم تتوقع إسرائيل أن تكون إيران قادرة على الرد على أي استهداف يطال مصالحها من قبل إسرائيل في المنطقة.
فأولاً: ظنت إسرائيل أنها شغلت إيران بخلافاتها الداخلية وأبطأت تأثيرها الإقليمي والدولي عبر افتعال الأزمات الداخلية والهجمات الإرهابية داخل أراضيها، حيث توقعت أن الفلتان الأمني قد يربك إيران كما أربك إسرائيل في الداخل أي في الضفة الغربية وجنين ونابلس.
ثانياً: لم تتوقع إسرائيل أن تستهدف إيران هذه السفينة في منطقة الخليج لأنها جاءت في توقيت افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر.
لكن قاعدة الردع الإيرانية فاقت كل تلك الحسابات، حيث أعادت تثبيتها مجدداً لكف يد الاعتداءات الإسرائيلية على مصالحها، وتثبيت هيبتها الإقليمية والدولية التي جعلت منها قوة مؤثرة سواء فيما يخص إيران كالملف النووي، أو فيما يخص قضايا المنطقة كقضية فلسطين، أو القضايا الدولية كالحرب الروسية الأوكرانية.
وستضع إسرائيل في حسبانها أنه في المستقبل القريب لا يمكنها التعاطي مع إيران بمنطق التغابي من خلال استهدافات تتنصل منها أو تجد لها مبررات مختلفة.
فإيران لا تتنازل عن حقوقها في الرد على أي عدوان وهذا ما أرادت إفهامه لإسرائيل التي ظنت أن إيران منشغلة بحسابات تجعلها تعزف عن أي رد.