أعلنَ نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف يوم أمس أنّ محاولة الانقلاب في ألمانيا دليلٌ على “مرض وراثي” في نموذج الإدارة الألمانية.
وكتب مدفيديف، عبر قناته في “تليغرام”، أنّ “هذه علامة واضحة على مرض وراثي في نموذج الإدارة الألماني بأكمله”.
مشيراً أنّ: “هؤلاء المتآمرين على حق، فألمانيا لا تتمتع بسيادة كاملة على أراضيها”.
ولافتاً إلى أنّ “الدولة الأميركية العميقة هي من يتخذ القرارات في ألمانيا فيما يتعلق بالطاقة والصناعة والدفاع، وليست النقانق والمرتديلا (صفة أطلقها سفير أوكرانيا السابق على المستشار شولتس)، ولا المسنين (مشيراً إلى بايدن) في واشنطن، المصابين بداء الخرف المتقطع”.
وأوضح مدفيديف ساخراً إلى أنّ هذا “محض استفزاز ونظريات مؤامرة”.
ناصحاً بدوره المتابعين بالتزود “بالفشار”، لأنّ الأحداث التالية بحسب تعبيره ستكون أكثر “إثارة” مما هي الحال عليه في مسلسل “دارك” الألماني.
وفي وقت سابق يذكر بأنه قد أعلن مكتب المدعي العام الألماني اعتقال 25 شخصاً للاشتباه في مشاركتهم بمؤامرة للاستيلاء على السلطة بالقوة في البلاد.
فيما اقتحمت المخابرات الألمانية أكثر من 27 شقة في مناطق متفرقة داخل البلاد وخارجها، بحثاً عن متهمين في عملية الانقلاب التي تمّ اقتباس فكرتها من الشبكة اليمينية المتطرفة لما يعرف بحركة “مواطني الرايخ”.
ونُفِّذت الاعتقالات في ولايات بادن فورتمبيرغ الفيدرالية، وبافاريا وبرلين، وهيس وساكسونيا السفلى، وساكسونيا، وتورينغن، إضافةً إلى اعتقالات في النمسا وإيطاليا.
ويشار أن المدعي العام لمكافحة الإرهاب بيتر فرانك قالَ خلال مؤتمر صحافي في كارلسروه بأنّ الشبكة: “كانت مزودة بذراع عسكرية ومجلس يضم أشخاصاً تمّ تعيينهم لتولي بعض الحقائب الوزارية”.
وفي وقتٍ آخر صرّح فرانك لشبكة “إيه آي دي” بأنّ استعدادات المجموعة “وصلت إلى مرحلة متقدمة” رغم عدم تحديدها موعداً لتحركها.
مبيناً بأنّنا: “نحن على يقين بأنّهم كانوا ماضين إلى التنفيذ”.
ويذكر بأنه قد أوقف شخص في النمسا وآخر في إيطاليا، ويشمل التحقيق ما مجموعه 52 شخصاً.
وأعلن المدّعون العامّون، في بيانهم أنّه يُشتبه في أنّ المشتبه فيهم “قاموا باستعدادات ملموسة لاستخدام العنف لاقتحام البرلمان الألماني مع مجموعة صغيرة مسلحة”.
وصنّفت السلطات الألمانية في السنوات الأخيرة عنف اليمين المتطرف باعتباره من التهديدات الأولى للنظام العام قبل الخطر الإرهابي.
وفي سياقٍ متصل يشار إلى أن السلطات كانت قد فككت في الربيع المنصرم مجموعة يمينية متطرّفة أخرى يُشتبه في أنّها خططت لهجمات في البلاد، ولخطف وزير الصحة على خلفية إجراءات مكافحة “كوفيد”.
وتمّ استهداف حركة ألمانية معروفة باسم “رايخسبرغر” المعروفون ب”مواطنو الرايخ” ويشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها، ولا يطيعون الشرطة، كما أنّهم لا يدفعون الضرائب.