أفاد موقع “1945” الأميركي بأنّ العالم يقترب من حرب القوى العظمى أكثر من أي وقتٍ مضى وذلكَ منذ نهاية الحرب الباردة.
مفيداً بأنّ الحرب في أوكرانيا والتي بدأت مطلع العام الحالي كان لها تأثير مضاعف على المسرح العالمي الأمر الذي زاد بشكلٍ كبير من مخاطر النزاعات التي اشتعلت بهدوء لعقود.
وفي ضوء النزاعات والأزمات السياسية التي برزت عالمياً خلال العام المنصرم تحدث الموقع عن خمس مناطق تشكل أكبر خطر لاندلاع ما يمكن تسميته بـ”الحرب العالمية الثالثة”.
مؤكداً أنّ “القلق من احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا تراجع منذ الصيف بعدما وصلت الحرب إلى طريق مدمر”.
وفي السياق ذاته أشار إلى أن التصعيد مازال يشكل مصدر قلق: “إذ إنّ عدم قدرة روسيا على إحراز تقدمٍ سريع” نحو كييف “قد يهدد استقرار الوضع الداخلي الروسي، ما قد يدفع موسكو إلى التفكير في تصعيدٍ خطير يقلب الموازنات”.
بالإضافة إلى أن التشكيك بقدرة أوكرانيا على مواصلة الحرب على المدى الطويل، قد يجبر كييف على اتخاذ خطوات محفوفة بالمخاطر من تلقاء نفسها لكسر الجمود.
لافتاً إلى أنّ توسيع نطاق الحرب لتشمل حلف شمال الأطلسي “الناتو” لا يزال أمراً غير محتمل ولكنه ممكن.
وفي سياقٍ متصل أعلنَ الموقع الأميركي بأنّ القلق بخصوص الحرب الفورية بين تايوان والصين تضاءل قليلاً في الأشهر الماضية.
معتبراً أنه لا يوجد شك في أنّ التوترات عبر مضيق تايوان لا تزال كبيرة، حيث يشير استعداد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاتخاذ مواقف خطابية محفوفة بالمخاطر بشأن الدفاع عن تايوان إلى أنّ واشنطن لديها قلق حقيقي من احتمالات “هجوم صيني”.
مضيفاً أنه: “في الوقت نفسه فإن هذه التصريحات والأفعال غير الحكيمة مثل زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه تنطوي على خطر إثارة التصعيد الصيني”.
منوهاً إلى أنه “لحسن الحظ هناك سبب وجيه للاعتقاد بأنه سيكون لدينا بعض التحذير من الحرب”.
مبيناً: “كما كان الحال على طول الحدود الأوكرانية سيكون الاستعداد الصيني للصراع مرئياً بشكل واضح لجميع المعنيين”.
وبالرغم من ذلك فإنّ أي صراع يمكن تخيله تقريباً سينتهي به الأمر بتدخل واشنطن واليابان على الأرجح وبالتالي سيشكل حرب قوى عظمى.
ومن جانبٍ آخر نوّهَ بأنه على مدار العام الماضي ازدادت التوترات بين اليونان وتركيا بشكلٍ كبير “مدفوعةً في جزء كبير منها بالتحول الحازم في السياسة الخارجية لتركيا وبسبب الضعف الداخلي لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
مشيراً أنّ الخلافات بين أثينا وأنقرة حول التنقيب عن الطاقة في بحر إيجة أدّت إلى التوتر الحالي على الرغم من أنّ الخلاف الإقليمي الذي تقوم عليه هذه الحجة قائمٌ منذ عقود.
ومع استبعاد فكرة أن يهاجم أحد حلفاء “الناتو” علناً حليفاً آخر في “الناتو” فإنّ الصراعات السابقة دفعت البلدين إلى حافة الحرب وأحياناً إلى ما هو أبعد من ذلك بقليل على الرغم من التزامات تحالفهما.
وكما لفت الموقع إلى النزاع الحدودي بين الصين والهند مشيراً إلى أنه “على الرغم من أنّ الرهانات الحقيقية للسيطرة على أجزاءٍ صغيرة من الأراضي في تضاريس جبلية صعبة، لا تزال بعيدة المنال، إلا أنّ الصين لم تتراجع كما الهند عن الصراع”.
مبيناً : “بينما بقي القتال حتى الآن محدوداً للغاية، فإنّ الرغبة في الدفاع عن الهيبة الوطنية يمكن أن تصبح سامة بسرعة، حتَى بالنسبة للقادة الأكثر حكمة وعقلانية”.
وفي السياق نفسه أشار إلى أنّ الحكومتين الهندية والصينية لم تنجحا بعد في إيجاد أي طريقة لحل النزاع.
محذراً أنه: “في مرحلة ما قد يميل إما الهنود أو الصينيون إلى حل المشكلة من خلال التصعيد وهي خطوة يمكن أن تعمل على النحو المنشود، أو قد تفتح الباب لصراع أكبر وأكثر تدميراً”.
معلناً أنه على مدى الأشهر العديدة الماضية: “تصاعدت التوترات بين سيؤول وبيونغ يانغ بشكلٍ مطرد” وذلك مع تجارب كوريا الشمالية الصاروخية التي أدّت إلى ردود خطابية عدوانية من الجنوب.
معتبراً أنّ: “الديناميكية بين الدولتين مدفوعة بنفاد الصبر”.
لافتاً أنّ “نفاد الصبر في الشمال سببه أنّ العالم لا يزال يتعامل معهم بخفة على الرغم من الأسلحة النووية المبهرة، ونفاد الصبر في الجنوب سببه أنّ أمة ذات أهمية في شرق آسيا لا تزال مثقلة بأخوّتها”.
مفيداً إلى أنّ : “هذه التوترات ليست جديدة، لكنها كانت مقيّدة تاريخياً بالحرب الباردة والنظام الدولي الليبرالي بعد الحرب الباردة”.
مضيفاً أنّه “إذا اندلعت الحرب بين الدولتين فقد تصبح سريعاً أكثر تدميراً من الحرب الروسية الأوكرانية حيث تتسبب الأسلحة التقليدية والنووية في خسائر مروعة على كلا الجانبين”.