أفادت عدة تقارير متقاطعة عن بدء هجرة مقاتلين أجانب من الجماعات المتشددة من إدلب شمال سوريا نحو أوكرانيا لقتال الجيش الروسي هناك.
حيث تتحدث التقارير أن معظم الذين ينتقلون إلى شرق أوروبا هم من مقاتلي الكتائب “الشيشانية والقوقاز” ومقاتلين من “الأوزبك والطاجيك” ومجموعة من المقاتلين الألبان.
وتنتمي الغالبية العظمى من هؤلاء المقاتلين الى صفوف “هيئة تحرير الشام” المعروفة سابقاً “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم القاعدة ويتزعمها “أبو محمد الجولاني”.
فيما تتحدث حسابات لبعض الناشطين في مناطق سيطرة الجماعات المتطرفة في الشمال السوري عن مغادرة عشرات من المقاتلين الأجانب منذ مطلع العام الحالي.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد المغادرين أكثر من /170/ غادروا الأراضي السورية على دفعات منذ شهر تشرين الأول الفائت وجميعهم من القوقاز والشيشانيين، اتجهوا نحو إحدى الدول الأوروبية بناء على ضغوطات وطلب من قبل هيئة تحرير الشام.
ومن غير المعروف حتى الآن آلية انتقال المقاتلين الخطرين والذين تصنفهم دول العالم إرهابيين من إدلب شمال سورية إلى شرق أوروبا وما إذا كانت جهات استخبارية أمريكية أو غربية تعمل على إشراك هؤلاء المقاتلين في الحرب ضد القوات الروسية بشكل منظم.
وفي السياق ذاته كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن ظهور قائد جماعة “أجناد القوقاز” المدعو “عبد الحكيم الشيشاني” في أوكرانيا بعد بضعة أشهر من اختفائه من الساحة السورية.
حيث أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية بأن “الجهادي” انضمّ وجماعته إلى “الفيلق الدولي” الذي أسّسته كييف لاجتذاب المقاتلين الأجانب إلى صفّها مع قيام الاستخبارات الأوكرانية بنشر فيديو ترحب فيه بـ “الشيشاني” بهدف استقطاب بقية المقاتلين المتمرسين في سوريا.
وأكدت الصحيفة حتمية خروج المزيد من هؤلاء إلى ساحة المعركة الأوكرانية نتيجة عدم حاجة تركيا إليهم على الأراضي السورية بل ومصلحتها في التخلّص منهم.
كما شكلت الاستخبارات الأمريكية تنظيم القاعدة بالتشارك مع الاستخبارات السعودية والباكستانية لهزيمة السوفييت في أفغانستان وبعد أن تحقق ذلك سعت الولايات للقضاء على التنظيم بشن غزو مباشر لاحتلال البلاد، وملاحقة مقاتلي القاعدة ومن غير المعروف كذلك أن كانت هذه المجموعات تقاتل تحت امرة الجيش الاوكراني أو بالتنسيق مع حلف الناتو.
وقال السلفي المنشق عن تحرير الشام “علي العرجاني” في تصريح على “تلغرام” “يغادر جماعة القوقاز والألبان إدلب إلى أوكرانيا لأنهم وجدوا بأن أوكرانيا أكثر حرية لهم من إدلب والمعارك فيها حقيقية، ويبدو أنهم يسيرون على فتوى أيمن هاروش القديمة، بأن الخروج إلى بلاد الكفار أفضل من الجلوس في إدلب تحت سلطة أبو محمد الجولاني.
وسادت حالة من الخلافات بين بعض هذه الجماعات التي تقوم على المقاتلين الأجانب وبيّن هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني في شمال سوريا إذ حاول الجولاني تدجين وضبط هذه المجموعات في سياق التغيرات التي طرأت على نهج الجولاني في محاولة لدخول الفضاء السياسي وإرضاء تركيا من طرف وأمريكا من طرف آخر وذلك لضمان تثبيت سيطرته على إدلب وبعض أرياف الشمال السوري.