قال وزير الدفاع االأسترالي، “ريتشارد مارلس”، وهو جزء من حكومة يسار الوسط المنتخبة العام الماضي، إنه “سيتم استبدال مروحيات تايبان الفرنسية بأخرى من نوع بلاك هوك أميركية الصنع”؛ بعد إعلان أستراليا أنها ستتخلى عن أسطولها من مروحيات “تايبان” العسكرية الفرنسية الصنع، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها باريس في اللحظات الأخيرة لإنقاذ العقد.
مضيفاً أنه واثق من أنّ هذا القرار “لن يضرّ بعلاقة أستراليا التي تمّ إصلاحها مع فرنسا”، معرباً عن ثقته بـ”عدم حدوث أي اضطراب في العلاقات” بين البلدين.
مشيراً إلى أنّ “نفقات صيانة المروحيات الفرنسية كانت مكلفة”، وأوضح “لقد كنا نكافح مع مروحيات تايبان لسنوات عديدة فيما يتعلق بالصيانة والحصول على قطع الغيار”.
متابعاً “لم نحصل على ساعات الطيران التي نحتاجها من تايبان. نحن واثقون من أنّ ذلك سيكون بمتناولنا مع طائرات بلاك هوك”.
وقد تراجعت الثقة بين أستراليا وفرنسا عام 2021، عندما ألغت الحكومة الأسترالية بشكل مفاجىء صفقة بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (62 مليار دولار أميركي) مع فرنسا لشراء غواصات تعمل بالدفع النووي.
واتهم الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في ذروة الخلاف رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك، سكوت موريسون، بـ”الكذب بشأن الصفقة”، فيما نفى الأخير هذا الأمر، كما استدعت باريس سفيرها لدى كانبرا.
وتراجع رئيس الوزراء السابق موريسون عن صفقة الغواصات مع مجموعة “نافال” الفرنسية في أيلول/سبتمبر 2021، واختار بدلاً من ذلك شراء غواصات نووية من بريطانيا أو الولايات المتحدة.
إلغاء الصفقة جاء بعدما أعلنت واشنطن في منصف شهر أيلول/ سبتمبر 2021، تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يضمّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا.
وأبدت فرنسا سخطها من تعهّد بريطانيا وأميركا بمساعدة أستراليا على بناء غواصات نووية، ما يعني تراجع الأخيرة عن صفقة أبرمتها في شباط/فبراير 2019 مع باريس، ووصفت آنذاك بأنّها “صفقة القرن”.
وتملك الحكومة الفرنسية حصة كبيرة في شركة “ايرباص” التي تصنّع “تايبان”، وقد حضّت أستراليا على الاحتفاظ بأسطولها المكون من 40 طائرة.
وظلت العلاقات متوترة بين البلدين حتى أيار/مايو 2022، عندما انتخبت أستراليا أنتوني البانيز، رئيساً جديداً للوزراء، حيث سارع الأخير إلى ترميم العلاقة مع باريس، وتوصّل إلى اتفاق ضخم مع مجموعة “نافال” الفرنسية لتعويضها عن قرار فسخ عقد تاريخي لشراء أسطول من الغواصات التي تعمل بالديزل.