لم ينهض السوريون بعد من الزلزال الذي ضرب البلاد، فجر يوم الاثنين، فأحدث كارثةً كبيرةً في كل من حلب وحماه وإدلب واللاذقية، حتى استفاقوا على تغريدة لفيصل القاسم، الإعلامي الذي يعمل في قناة الجزيرة، زلزل فيه قلوب المفجوعين من الشعب السوري جراء الزلزال حيث قال فيه: “سؤال لمن يهمهم الأمر: ماذا تحمل الطائرات التي تصل إلى مطار حلب السوري بحجة تقديم معونات؟ هل تحمل معونات فعلاً أم أسلحة” ؟!.
بينما استنكر الكثيرون هذه التغريدة من “فيصل القاسم” واعتبروها وقاحة منه وتسفيهاً لأوجاع المفجوعين واحتياجاتهم، رأى البعض أنها إشارة إعلامية يريد من خلالها إعلامي قناة الجزيرة القطرية “فيصل القاسم” تعويمها لتحريض إسرائيل على ضرب مطار حلب وبالتالي استهداف طائرات الجزائر وتونس والعراق وأرمينيا وليبيا والأردن وإيران والتي هبطت في مطار حلب محملةً بالمساعدات الإنسانية ومتجاوزة العقوبات الأمريكية.
وقد تحدثت الأمم المتحدة عن ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية، إلا أن دولة قطر أقامت جسراً جوياً بينها وبين تركيا من أجل إغاثة المنكوبين من الشعب التركي إلا أنها غضت الطرف عن معاناة الشعب السوري.
فرصة قطر والسعودية الضائعة
اعترف رئيس الوزراء القطري السابق “حمد بن جاسم” في مقابلة تلفزيونية له انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اعترافات حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر عن هدر مبلغ 2000 مليار دولار من أجل تدمير سوريا في اجتماع غرفة عمليات في الرياض ضم وزراء الخارجية والاستخبارات ووزراء الدفاع لكل من قطر السعودية أمريكا تركيا الإمارات مجلس التعاون الخليجي.
لم تقدم قطر وكذلك السعوية أي اعتذارٍ لسوريا بعد هذا الاعتراف، ولم تحاولا أن تكسبا فرصة الحصول على مسامحة الشعب السوري من خلال مواساتهما له بعد كارثة الزلزال الذي حدث يوم أمس، على غرار الممارسات الخجولة لشريكتهما الإمارات على سبيل المثال.
علاوة على ذلك، عمدت السعودية وقطر لرؤية الزلزال بعين واحدة لا تبصر سوى تركيا بينما تغض الطرف عما حصل في سوريا والتي كان لهما دوراً كبيراً في تدمير بنيتها التحتية التي ساعدت أكثر على زيادة حجم تهدم المباني فوق رؤوس الشعب.
فيصل القاسم يصب الزيت على النار
ويأتي “فيصل القاسم” ليصب الزيت على النار وينال سخط المزيد من السوريين بعد ما كانت له شعبية واسعة قبل مواقفه من الحرب على سورية، حيث وصفه البعض بهاشتاغ على الفايسبوك بـ “أخو فتاة سيئة السمعة” بعد هذه التغريدة التي حاول فيها التحريض على مطار حلب والمساعدات القادمة لأهالي حلب.
فيما لم يشكك “فيصل القاسم” بطبيعة المساعدات التي تقدمها إسرائيل لتركيا، ولم يشكك كذلك في طبيعة المساعدات التي تقدمها السعودية لمناطق سيطرة المعارضة المسلحة.
وبينما أبدت الدولة السورية استعدادها لتقديم المساعدة للمناطق الخارجة عن سيطرتها، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أبدت استعدادها بإرسال فرق الإنقاذ إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بشرط سلامة القوافل، إلا أن “فيصل القاسم” لم يرى كل ذلك ولا توافد الدول الأوربية ودول الخليج لمساعدة تركيا فقط ولم يعتبرها ازدواجية في المعايير ولم يشكك في حقيقة أخلاقيات المجتمع الدولي والإنسانية الغربية المتصدعة بزلزال النفاق السياسي الطويل الأمد.
لقد كشف هذا الزلزال الذي تعرضت له سوريا عورة الدول الغربية ودول الخليج وبعض الشخصيات التي حاولت لسنوات تلميع أقنعتها مثل “فيصل القاسم” وربما تحمل الأيام القادمة المزيد من إسقاط الأقنعة وكشف الحقائق بعدما بدأت تتكشف المؤامرة على سوريا ليس من خلال اعترافات “حمد بن جاسم” فحسب، بل اعترافات ظهرت مؤخراً أيضاً للسفير الفرنسي السابق “ميشيل ريمبو”، والذي أصدر كتاباً بعنوان “عاصفة على الشرق الأوسط” تحدث فيه وفق ما ذكر الإعلامي اللبناني سامي كليب عن حقيقة ما حصل في سورية والأهداف الأميركية والإسرائيلية والخليجية والتركية من استهدافها.