زعماء الكيان الإسرائيلي وإعلامه المرئي والمكتوب يتحركون وفقاً لتعليمات محددة إزاء إيران، وخاصة فيما يتعلق بالترويج لـ”الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية” وكأنّ قرار “الهجوم” قد اتخذ وانتهى الأمر وأنه لم يتبق سوى تحديد موعده.
حيث لا يمر يوم دون تصريح من زعيم “إسرائيلي” سياسي كان أو عسكري أو أمني يؤكد فيه بأنه لا خيار أمام الكيان الإسرائيلي للتعامل مع طهران إلا الخيار العسكري.
وفي السياق ذاته تعج وسائل الإعلام والصحافة “الإسرائيلية” بالتحليلات والمقالات “المبنية على تسريبات”! عسكرية وأمنية تتشدق بالحديث عن “الهجوم ضد إيران” الذي بات يقترب.
وقد وصل الحال بـ”الإسرائيليين” أنهم باتوا يحشرون موضوع “الهجوم على إيران” في كل شيء فهذا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع يرى في زيادة “الميزانية الأمنية” لجيش الاحتلال التي صادقت عليها الحكومة يوم الجمعة الماضية للأعوام الخمس القادمة أنها: “بشارة كبيرة لرئيس الأركان الجديد هرتسي هليفي”.
لأن هذه الميزانية وفقاً ليهوشواع تم التوصل إليها “لبناء خطة هجوم ضد إيران، تشمل شراء وسائل خاصة وتدريبات وتحسين جهوزية الجيش البري”.
ويشار إلى أن يهوشواع الذي يرى في زيادة ميزانية جيش الاحتلال دليلاً على أن “الهجوم على إيران” بات وشيكا نراه ايضاً ينسى للحظات وتحت ضغط الواقع “التعاليم الموحدة” التي يجب أن ينفذها بحذافيرها للترويج لـ”الهجوم على ايران”.
نسمعه يقول ما نصه:”الموضوع الأكثر إلحاحا للمعالجة هو العنصر البشري إذ يعاني الجيش من أزمة قوة بشرية خطيرة في الخدمة الدائمة، وأكثر من 600 ضابط برتبة نقيب ورائد غادروا هذه السنة الجيش برضاهم. وارتفع عدد الرتباء الذين غادروا الجيش، من 67 إلى 139، وهو رقم قياسي سلبي”!!.
وكما يذكر بأنّ هذه المعلومات نقلها يهوشواع عن “مصادر رفيعة جداً في وزارة الأمن الإسرائيلية” مشيراً في تحليله إلى أسباب ترك “الجنرالات” للجيش الإسرائيلي عندما صرّح قائلاً :”أن سبب ذلك هو الراتب المنخفض الذي يقل عن الراتب في الشرطة على سبيل المثال، بالتالي الجيش لا يمكنه أداء وظيفته بهذا الشكل، ووزير المالية أبدى مرونة من ناحية نموذج الخدمة الذي سيتم تحديده والحوافز التي ستُمنح للضباط وللرتباء، لزيادة المغريات في الخدمة الدائمة”.
ما كشف يهوشواع عنه دون قصد هو أن “الجيش” الموهوم الذي يهدد به إيران ليس سوى مجموعة من المرتزقة لا دافع لها سوى المال.
ومن المعلوم أنّ مثل هكذا جيش لا يمكن ان يجرأ على مهاجمة بلد مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فالمرتزقة عادةً لا يستعرضون عضلاتهم إلا أمام من يعتقدون أنهم أضعف منهم بكثير.
وهذه الحقيقة التي كشف عنها يهوشواع وقبلها حقيقة قوة الردع الإيرانيّة التي قبرت حلم “إسرائيل” بمهاجمتها أو مهاجمة محور المقاومة لعلمها القاطع أنّ مثل هذه الجهات تعشق الشهادة كما يعشق “جنرالات إسرائيل” المال.