نقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف قوله في تصريح صحفي اليوم :
“لا يمكن أن نفهم كيف يمكن للمسؤولين الأميركيين الذين أشارت إليهم وسائل الإعلام في تقريرها، أن يقدموا فرضيات حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف خطي أنابيب “السيل الشمالي” دون إجراء تحقيق”.
مؤكداً أن التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية بشأن التفجيرات التي استهدفت خطوط أنابيب “السيل الشمالي” مجرد شائعات تم بثها بطريقة مقصودة بهدف تحويل الانتباه لمصلحة الفاعل الحقيقي الذي يقف وراءها.
مضيفاً إنّ الكرملين يعتقد أن على البلدان المساهمة في “السيل الشمالي” والأمم المتحدة أن تصر على إجراء تحقيق شفاف وعاجل في الهجمات يشمل كل من يمكنه تسليط الضوء.
وقد ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت سابق أنّ المعلومات الاستخباراتية الجديدة حول التفجيرات تفيد بأنّ مجموعة معينة مؤيدة لأوكرانيا، وليس من الضروري أن تكون خططها كانت معروفة لسلطات كييف، تقف وراء تخريب خطوط الأنابيب الرئيسية لنقل الغاز الروسي دون أن توضح كيفية حصولها عليها أو أن تعطي أي تفاصيل إضافية.
وقالت صحيفة “تسايت” الألمانية من جهتها؛ إن آثار الهجوم على خطوط الأنابيب تؤدي إلى اتجاه أوكرانيا، مضيفة أن محققين من ألمانيا عثروا على القارب الذي استخدم لتفخيخ خطوط الأنابيب أسفل بحر البلطيق وأن أوكرانيين اثنين استأجراه من شركة مقرها بولندا.
وتعليقاً على ذلك قالت السفارة الروسية في واشنطن في بيان لها إن ما نشرته الصحافة الأميركية حول تورط مجموعة موالية لأوكرانيا في الهجوم الإرهابي على “السيل الشمالي” تهدف إلى توجيه التحقيق في الحادث إلى مسار خاطئ مضيفة أنه ليس لدى روسيا ثقة في “حيادية” استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وقال الدبلوماسي أندريه ليدينيف من السفارة الروسية في واشنطن في بيان نشر في قناة “تلغرام” التابعة للسفارة :
“نحن نعتبر “التسريبات” المجهولة ليست أكثر من محاولة لإرباك أولئك الذين يحاولون بصدق الوصول إلى الحقيقة في هذه الجريمة الفظيعة وتحويل اللوم عن رجال الدولة الذين أمروا ونسقوا الهجمات في بحر البلطيق إلى بعض الأفراد المجردين”.
مضيفاً:
“نحن مقتنعون بأن العدالة ستسود في النهاية وإننا لن ندخر جهداً حتى يحدث هذا”.
مشيراً إلى أن “السلطات المحلية، التي هددت علناً خطوط أنابيب الغاز، ثم عمدت بصراحة لتدميرها، لديها ما تخفيه بوضوح”، وقال إن التعاون متبادل المنفعة بين روسيا وأوروبا “كان دائماً مثل شوكة في عين واشنطن”.
والجدير بالذكر أنّ تفجيرات إرهابية استهدفت خطي أنابيب لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا في وقت واحد في مياه بحر البلطيق في ال 26 من أيلول الماضي وطالبت روسيا بتحقيق دولي في الحادثة باعتبارها عملاً من أعمال الإرهاب الدولي وبعقد اجتماع دولي في مجلس الأمن الدولي استناداً إلى المعلومات التي نشرها الصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش في الثامن من شباط الماضي.
وأشار الصحفي سيمورهيرش في تحقيقه الصحفي الذي يستند إلى معلومات استخبارية قال إنه حصل عليها من أحد المتورطين بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير إلى أنه تم زرع عبوات ناسفة تحت خطوط أنابيب “السيل الشمالي” من قبل الولايات المتحدة، تحت غطاء تدريبات بالتوبز العسكرية، بدعم من المتخصصين النرويجيين، الذين قاموا بتفجيرها بعد 3 أشهر.
مبيناً أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتخذ قرار إجراء العملية بعد 9 أشهر من المناقشات مع مسؤولي الأمن القومي في إدارته لكن البيت الأبيض من جانبه نفى صحة المعلومات الواردة في التحقيق.