ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن خفض السعودية إنتاج النفط بشكل مفاجئ هو مؤشر على أن ولي العهد محمد بن سلمان لم يعد يكترث بإرضاء الولايات المتحدة التي أغضبتها الخطوة.
حيث قالت الصحيفة أنّ خفض السعودية وحلفائها لإنتاج النفط أظهر أنّ “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستعدّ لتنحية مخاوف الولايات المتحدة جانباً لمتابعة سياسة طاقة وطنية تهدف إلى تمويل تحول مكلف لمملكته”.
وبحسب ما ذكرت الصّحيفة فإنَّ الخطوة فُسرت بأن السعودية ستفعل ما بوسعها لإبقاء أسعار النفط عند مستويات تعود بالفائدة على مصالحها الوطنية وتدعم سياسة “السعودية أولاً”.
مشيرةً إلى أنّ هذه الخطوة تحمل مؤشرات على أن ولي العهد السعودي لم يعد مهتماً بإرضاء الولايات المتحدة، وأنه يسعى للحصول على عوائد في مقابل أي شيء يمنحه لواشنطن.
لافتةً إلى أن سبب إقدام السعودية على خفض الإنتاج هو الرغبة في دفع تكاليف مشاريع التنمية العملاقة في الداخل السعودي، ومنها منتجع على البحر الأحمر بحجم بلجيكا، مع فنادق على طراز جزر المالديف تحوم فوق الماء، ومدينة “نيوم” العالية التقنية التي تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار، وهي أكبر 33 مرة من مدينة نيويورك.
وفي السياق ذاته أشارت إلى أن قرار ولي العهد جاء مدفوعاً بتحذيرات شقيقه وزير الطاقة من أن أسعار النفط قد تنخفض إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل الأمر الذي يعرض خطط الإنفاق الضخمة في السعودية للخطر.
وقد توقعت الصحيفة أن يكون لخفض إنتاج النفط تداعيات سياسية كبيرة بما في ذلك زيادة التوترات الكبيرة بالفعل بين السعودية والولايات المتحدة.
فيما علقت الصحيفة بأن السعودية “التي كانت ذات يوم شريكاً موثوقاً به للولايات المتحدة تضع سياسة للطاقة على خلاف مصالح واشنطن لأكثر من عام، ويؤدي خفضها الأخير لإنتاج النفط إلى رفع أسعار النفط، بما يساعد روسيا على تأمين أسعار أفضل لخامه”.
والجدير ذكره أن مجلة “نيوزويك” ذكرت أمس أنّ “السعودية والولايات المتحدة تسيران على مسار تصادمي مرةً أخرى كما يبدو بعد قرار خفض إنتاج النفط الذي يشكّل ضربةً جديدة للعلاقة المتوترة بين واشنطن والرياض بعد اقتراب الأخيرة من روسيا والصين في ظل إدارة الرئيس بايدن”.
والجدير ذكره أن بعض المحللين والمسؤولين السعوديين المطلعين علقوا على الأمر بأن خام برنت وهو المعيار الدولي يتجه نحو الانخفاض منذ أواخر العام الماضي وذلك بسبب مخاوف من الركود العالمي إذ اقترب من 70 دولاراً للبرميل الشهر الماضي.