تخفيفاً لسيطرة الشركات العالمية وتوفيراً لعبء استيراد معظم احتياجات سوريا من بذار الخضراوات بالعملة الأجنبية ومن ضمنها بذار الكوسا، تمّ لأول مرة في سوريا إنتاج بذار الكوسا الهجينة العالية الجودة من إحدى الشركات الخاصة بالإنتاج النباتي في ريف دمشق، ما سيوفر البذار للفلاحين والإنتاج للمستهلكين بأسعار مناسبة.
الدكتور نبيه رافع المدير العام للشركة ذكر في تصريح له لمصدر إعلام محلي أنّ العمل الدؤوب لزمن طويل يزيد على 17 سنة حتى مرحلة الاعتماد متضمناً التجارب الموسعة لدى المزارعين، نتج عنه منتج هجين كوسا ( أمل ف ١) ذو مواصفات إنتاجية ونوعية ممتازة تساوي الهجن الأجنبية المستوردة من حيث الجودة وتحمل الأمراض الفطرية والفيروسية، مشيراً إلى أنّ طول الثمرة الناتجة يبلغ ١٢ – ١٣سم.
وتابع د. رافع الموظف السابق في الهيئة العامة للبحوث الزراعية:
إنّ سعر بذرة الكوسا المستوردة يتراوح بين ( ٣٠٠ – ٣٤٠ ) ليرة وبالمقارنة مع احتياج سوريا من بذار الكوسا الذي يقدر بحوالي ١٣٠ مليون بذرة في الحد الأدنى، تتولّد عن ذلك مبالغ ضخمة وباهظة وبالقطع الأجنبي وعقبات كبيرة تواجه الزراعة السورية، موضحاً أنّه أصبح من الممكن الآن إنتاج بعضها محلياً بأسعار أقل بـ ٤٠ – ٥٠ %، لكن ذلك يحتاج إلى تفعيل دور غرف الزراعة وجميع الجهات المعنية بالزراعة من خلال الترويج للمنتج الوطني لتنشيطه ولعب دور الشريك في الإنتاج والتسويق.
في سياق متصل أوضح مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس أحمد حيدر في تصريح لـ”تشرين” أنّ المديرية وفي سعيها لإيجاد حلول خلّاقة – تضمن أن نأكل مما نزرع – تفتخر بأنّ باكورة الإنتاج المحلي قد بدأت تجد طريقها إلى الأسواق المحلية.
وكشف حيدر أنّ التنافس بين الإنتاج النباتي المحلي والمستورد يستوجب مواصلة تحسين السياسات الزراعية بغية دعم إنتاج البذور وتحسين التعاون مع المراكز البحثية لتشجيع برامج التربية، مشيراً إلى أنّه استجابة لمعطيات المرحلة قامت مديرية الإنتاج النباتي بدراسة واقع محطات إكثار البذار والمعوقات التي تبطئ عملها فقامت بتنظيم عمل المنتجين المحليين وسهلت عمل تسع محطات لإنتاج البذور وفق القرار 31/ت لعام 2013، ثمّ صدر القرار 65/ت لعام ٢٠٢١ الذي مهّد الطريق أمام سبع محطات جديدة خلال سنة ونصف السنة وفتح باب التسهيلات أمام المنتج المحلي للإنتاج في أي موقع جغرافي يناسب متطلبات الصنف المراد إنتاجه .